من الصعوبة أن تعود لتحلل مباراة أو مباراتين وأنت تعرف نتيجتيهما مسبقاً، وأول من أمس لم تتح لي الظروف مشاهدة مباراتي الإمارات مع عمان والبحرين مع قطر وبشكل مباشر، كما أنهما أقيمتا في توقيت واحد، وتابعتهما من خلال التسجيل، وما وضح لي أن هناك نقاطا تحكيمية مهمة تستحق النقاش والوقوف عندها، وكان أبرز ما تضمنته المباراتان هو حالات لمسات اليد في مباراة البحرين وقطر، وهي المباراة التي أدارها المجري فيكتور كاساي وهي الثانية له في البطولة، وحقيقة إن اختياره كان موفقاً لطبيعة وحساسية المباراة وتأثيرها على المنافسة والتأهل وخاصة للفريق المنظم.
وواجه كاساي ضغط التأهل من خلال مباراة صعبة للجارين، وفوق ذلك حالات معقدة من لمسات اليد من جانب الفريقين، وأما لقاء الإمارات وعمان، الذي أداره الحكم الكويتي يوسف ثويني، كان مفتوحاً وهجومياً، صحيح ربما تفوق المنتخب العماني بشكل أكثر ميدانياً، لكن المحصلة في النهاية لمن يسجل ويفوز، وأهم ما يمكن الحديث عنه هو قراءة الحكم وقرار الطرد من نصيب العماني حسن مظفر، للفرصة المحققة للتسجيل، وكان قراراً صحيحاً، وفي المجمل فإن استخدام البطاقات كان ثابتا إلى حد كبير من الحكمين.
تفاوت "كاساي"
ولأن مباراة البحرين وقطر كانت هي محط الأنظار، لأنها ستعلن عن الفريق الثاني من المجموعة الأولى المصاحب للأبيض الإماراتي فارس المجموعة، نركز عليها بشكل أكبر، وأهم ما رصدناه حول الحكم المجري فيكتور كاساي، وتمثلت الملاحظات في 3 نقاط مهمة:
أولاً: لمسات اليد: ركلة الجزاء للبحرين على قطر في الدقيقة 25، التنافس على الكرة في المنطقة الأبعد على الحكم (داخل منطقة الجزاء قريب من خط المرمى وهي واضحه للحكم المساعد الأول، والحكم تأخر قليلاً ويبدو أنه تلقى إشارة من المساعد، وفي تحليل الحالة، الكرة كانت عالية بين عبد الله المرزوقي لاعب البحرين وكابتن قطر بلال محمد، كلاهما يشاهد الكرة وقفزا للعبها.
ولكن تقدير كابتن قطر للكرة لم يكن دقيقاً، بعدما فاتته الكرة وهو يعي تماماً أن الكرة سيلعبها لاعب البحرين برأسه، لذلك قام بمد يده وتعمد تحريك اليد لتمنع الكرة من الاستمرار، حتى وهو يعطي ظهره للاعب فانه يدرك مسار الكرة، وبالتالي وضع حاجزاً في مسارها برغم أن المسافة قصيرة، وفي مثل هذه الحالات المسافة ليست مهمة، لان الأصل هنا هو التعمد أو تكبير الجسم.
ضربة جزاء لقطر
وفي النقطة الثانية من لمسات اليد هناك ركلة جزاء لقطر لم يحتسبها الحكم وفاتت على الحكم المساعد، وكانت في الدقيقة 68 ، حيث كانت الكرة بيد حارس قطر والحكم كاساي قريب من منطقة جزاء قطر وحارس قطر يطلق الكرة طويلة باتجاه زميله "سوريا" تسقط الكرة داخل منطقة جزاء البحرين.
وفي اللحظة التي يقوم سوريا فيها بتسديد الكرة، يقوم لاعب البحرين المرزوقي نفسه صاحب "جزائية" البحرين، يقوم بتعمد لعب الكرة باليد، وهي حالة مخفية على الحكم للتمركز وعدم وضوح الرؤيا للحكم، وردة الفعل البدني كانت متدنية قياساً مع سرعة الحالة، ومن المفترض على المساعد الأول المساعدة باحتساب الركلة وإنذار المرزوقي، والحالة كانت ستتطور للطرد لو كان سوريا مسيطراً على الكرة أي وقتها ستكون الفرصة محققة للتسجيل.
استخدام البطاقات
ثانياً: استخدام البطاقات، فقد أشهر كاساي 5 بطاقات وهي مستحقه ولعل أهم ما فيها من دروس هو الإنذار الأول لفوزي عايش للتهور ولا يمكن السكوت عنه وكان ذلك في الدقيقة 38، ثم للاعب البحرين عبد الوهاب للمسك ومنع تطوير الهجوم، حتى وإن كانت الحالة في منتصف الملعب، لان "الإضافات" المتوفرة أمام مهاجم قطر كانت هي نفسها لو كانت الحالة في أطراف الملعب .
وذلك تم في الدقيقة 76 ، والإنذار الأخير كان للاعب البحرين سامي الحسيني في الدقيقة 89 وهو مهم جداً، اللاعب كان في موقف التسلل واستمر في الهجوم ليسجل، وهنا هل سمع الحسيني الصافرة؟، نعم، وهل مطلوب من الحكام في مثل هذه الحالات رفع وتيرة الصافرة؟ نعم، لان المباراة جماهيرية، وصوت الصافرة مهم.
وثالثاً: اللياقة البدنية والتحركات للحكم كاساي كانت أفضل من المباراة الأولى وهو قطع أكثر من 11 كيلومترا جريا طوال المباراة.
شجاعة
المحمود: يجب عدم إلقاء اللوم على التحكيم ومسؤولية الإخفاق جماعية
أكد عبد الرحمن المحمود مدير المنتخب القطري الأول لكرة القدم أن الجميع من جهاز فني وإداري ولاعبين يتحملون مسؤولية خروج العنابي من سباق المنافسة على لقب كأس الخليج المقامة حاليا بالعاصمة البحرينية المنامة ، معتبرا أن النتائج المسجلة تعتبر دون الطموحات.
وقال لا أتفق مع من يحملون الحكم المجري كاساي مسؤولية الخسارة أمام البحرين، وقال لا أحب التحدث عن التحكيم والتطرق إلى القرارات وأنه لم يحتسب ركلة جزاء لصالحنا، و لا يجب أن نلقي باللوم على البعض..الإخفاق يتحمل مسؤوليته الجميع ويجب أن تكون هناك جلسة لتحديد المسؤوليات والمحاسبة والأهم هو مواجهة هذا الخروج بروح العقلانية والموضوعية ووضع اليد على كل الأخطاء والسلبيات بعيدا عن الانفعالية ولن نبرئ أنفسنا من المسؤولية كجهاز إداري وعلينا أن نتحلى بالشجاعة".
وتابع :"لم أكن أتوقع أن نغادر البطولة من الدور الأول ورئيس الاتحاد يجب أن يقف معنا ويواجه كل من قصر منا في أداء مهامه ويقوم بالمحاسبة و ضرورة الجلوس مع جميع الأطراف وأولهم أنا كمدير للفريق من أجل معرفة أسباب هذه النتائج ويتخذ القرارات التي فيها مصلحة منتخبنا.
رصد تحكيمي
توقف عمر بشتاوي الخبير والمحلل التحكيمي لأداء الحكام في دورة خليجي 21 ، عند بعض النقاط التي رصدها في لقاء الإمارات وعمان، أول من أمس في الجولة الثالثة لحساب المجموعة الأولى، وقال: ثمة أمور نتحدث عنها بعد أداء الحكم الكويتي يوسف ثويني، وهي مباراته الأولى في الدورة وهو من حكام نخبة آسيا ويعد الحكم الأول في الكويت.
والمباراة لم تكن مغلقة، صحيح فيها تركيز عال من المنتخبين سواء للتأهل أو عدم الخسارة، وفي مباراة مفتوحة وغير مضغوطة تكون مهام الحكم أسهل لكن دون أن ننسى التركيز والثبات، وبقاء نتيجة التعادل حتى الدقائق الخمس الأخيرة، فيه نوعا ما راحة للحكم وما نتحدث عنه هنا التالي:
أولا : التحركات البدنية والتوقع ووضوح زوايا الرؤيا، فالحكم يوسف يمتلك لياقة بدنية عالية جداً وكذلك سرعاته القصيرة، ما يجب أن يركز عليه هو قراءة اللعب وربطه بالانطلاق ووضوح الحالة أمامه بشكل واضح، وهنا نقدم شاهدين، الأول في الدقيقة 27، وكيف أنه لم يحسن التواجد في منطقة اللعب الفعال - المنطقة الأبعد، وهو كان يتابع بالنظر، والثاني عندما طرد مدافع عمان في الدقيقة 89 وكيف أنه قرأ الحالة من المنتصف.
ثايناً: قرار الطرد صحيح لان المدافع حسن مظفر أعاق تقدم حبوش صالح وهو لدية فرصة محققة للتسجيل، ولحظة ارتكاب المخالفة لم يكن لدى المدافع العماني الفرصة في الدفاع أو اللحاق بمهاجم الإمارات، وعموماً الطاقم التحكيمي لم يجد صعوبة في إدارة اللقاء والمنتخب العماني أضاع الفرص السهلة، والنتائج النهائية دائماً تحسم بالأهداف، وليس بالاستحواذ على الكرة وكثرة الفرص على مرمى المنافس.