إذا كانت المنافسات حاضرة في دورة كأس الخليج العربي "خليجي 21" كروياً على المستطيل الأخضر، فإن هناك منافسة من نوع آخر حاضرة في أروقة البطولة، وهي الانتخابات الآسيوية التي تجرى يوم 26 إبريل المقبل، ويفتح باب الترشيح لها بعد غد، وتعبرعن سخونتها ومنافستها المبكرة، الجلسات في بهو الفنادق، وحديث الإعلاميين، واستفساراتهم أيضا من المسؤولين، لذا يمكن القول إن "خليجي 21" بطولة تشهد منافستين مختلفتين، إحداهما فنية والأخرى إدارية.
المشهد الانتخابي الآسيوي لا يقل أهمية عن المشهد الخليجي في المنامة، وبينما سيعرف بطل المشهد الثاني يوم 18 يناير الجاري، الأكيد أن بطلي المشهد الأول هما يوسف السركال رئيس اتحادنا لكرة القدم، والشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد البحريني، مع وجود تخمينات لكنها في إطار ضيق عن إمكانية نزول مرشح ثالث لانتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي من غرب القارة، مع الإشارة إلى أن المرشح الثالث في القارة (المعروف) إلى جانب السركال وسلمان، ونقصد به المرشح الصيني جيلونغ القائم حاليا بأعمال رئاسة الاتحاد الآسيوي بعد إيقاف محمد بن همام، ومن ثم تبرأته ثم استقالته من الاتحاد.
باب الترشيحات
وسيفتح باب الترشيحات يوم بعد غد الثلاثاء 15 الجاري، على أن تعقد الانتخابات في 26 إبريل المقبل في العاصمة الماليزية كوالالمبور، لكن يبقى السؤال سواء طرح ملف الانتخابات الآسيوي في اجتماع المؤتمر العام لرؤساء الاتحاد أم لم يطرح، أو أن يطرح وبشكل غير معلن، ويقرأ "البيان الرياضي" كواليس المشهد الانتخابي.
التوافق المرجو والمأمول لاعتماد مرشح واحد عن غرب القارة، يمثل العرب يتواصل السعي فيه، وأن يواصل كلا المرشحين التأكيد على أحقيته في خوض الانتخابات والسعي إلى الفوز بمقعد رئيس الاتحاد الآسيوي، مما يلقي ظلال الخوف والقلق لدى المراقبين بتبعثر أصوات الاتحادات العربية ليكون في صالح المرشح الصيني جيلونغ الذي بدوره يلقى تأييدا من الاتحاد الياباني على الرغم من أنه لا يلقى الدعم الكامل من اتحادات منطقة الآسيان.
هنا لابد من الإشارة إلى أن الاتحادات الوطنية الأعضاء والتي يبلغ عددها 46 عضوا، مقسمة بتوزيع جغرافي على النحو التالي:
منطقة الغرب: العراق، البحرين، الأردن، الكويت، لبنان، عمان، فلسطين، قطر، السعودية، سوريا، الإمارات واليمن.
منطقة الشرق: الصين، هونغ كونغ، كوريا الشمالية، كوريا الجنوبية، غوام، اليابان، الصين تايبيه، ماكاو، منغوليا.
منطقة الجنوب والوسط: أفغانستان، بنغلادش، بوتان، الهند، المالديف، نيبال، باكستان، سريلانكا، إيران، قرغيزستان، طاجيكستان، تركمانستان وأوزبكستان.
منطقة الآسيان: أستراليا، بروناي، كمبوديا، تيمور الشرقية، إندونيسيا، لاوس، ماليزيا، ميانمار، الفلبين، سنغافورة، تايلاند وفيتنام.
ماذا لو..؟
السؤال الذي يدور في فلك المشهد الانتخابي بين المرشحين يوسف السركال والشيخ سلمان بن إبراهيم هو ماذا لو لم يتفق العرب على مرشح واحد من غرب آسيا؟ .. الإجابة ووفق قراءة المشهد الانتخابي، سيصار في حال عدم حصول توافق بين المرشحين، إلى أن يكون هناك اتفاق بين الاتحادات لأن يصوت كل منها للمرشح الذي يرتئيه الاتحاد المعني مناسبا له، وهذا قد يكون ظاهريا، لكن في التفصيل، تقول بعض المؤشرات إن السركال يحظى بتأييد من 5 اتحادات في منطقة الغرب، وسلمان يحظى بتأييد 4 اتحادات، بينما صوت 3 اتحادات أخرى غير مضمون لأي من المرشحين ومرجح لأن لا يعرف حتى موعد قريب للانتخابات.
على الضفة الأخرى من المشهد الانتخابي، يحظى جيلونغ وهو مرشح الحكومة الصينية إلى دعم من غالبية اتحادات شرق آسيا، مع إمكانية أن يكون الاتحاد الكوري الجنوبي هو من يشذ عن قاعدة دعم جيلونغ ومنح الصوت الكوري لأحد مرشحي غرب آسيا وإن كان مرجحا لأن يكون للسركال.
هنا السباق الانتخابي سيدفع بالمرشحين الثلاثة لحشد أكبر تأييد من اتحادات منطقتي الجنوب والوسط، والآسيان، حيث تضم في محصلتها 25 اتحاداً، وهي تتجاوز نصف الأصوات. الأمر اللافت أن من يدير أصوات المرشحين، توافدوا غير مرة على الاتحادات التي تمثل تلك المنطقة، وإن كانت المؤشرات التي تخص المرشحين يوسف السركال.
والشيخ سلمان بن إبراهيم، تعطي السركال أفضلية في منطقة الجنوب والوسط بوجود مانيلال فرناندو رئيس الاتحاد السيريلانكي الذي من المرجح أن يكون مؤيدا ليوسف السركال في الانتخابات الآسيوية. بينما الأمور منقسمة في منطقة الآسيان إلى حد متباين، ويواصل مؤيدو ومديرو حملة الشيخ سلمان بن إبراهيم التوافد بكثافة على اتحادات هذه المنطقة لكسب أصواتها.
مطالبة
ناجح حمود: العراق مع من يرفع الحظر
قال ناجح حمود رئيس الاتحاد العراقي أن اتحاده سينتخب رئيس الاتحاد الآسيوي الذي يرفع عن العراق حظر لعب المباريات الدولية، وكان الاتحاد الدولي (فيفا) قرر حظر إقامة مباريات المنتخبات العراقية في مدينة أربيل ونقلها خارج البلاد لأسباب تتعلق بضعف عوامل التنظيم والأمن.
ويلعب حاليا المنتخب العراقي مبارياته في تصفيات كأس العالم المؤهلة لمونديال البرازيل 2014 في الدوحة. وأضاف: نحترم كل المرشحين لمنصب رئيس الاتحاد الآسيوي، ولكن سيكون رأي الاتحاد العراقي للأصلح، ومن يلبي متطلبات العراق.
إهدار
البوسعيدي: ترشيح السركال وسلمان يضعف حظوظهما
أيد خالد البوسعيدي رئيس الاتحاد العماني، فكرة الوصول إلى اتفاق حول مرشح واحد من الخليج في ظل إعلان كل من يوسف السركال والشيخ سلمان بن ابراهيم ترشحهما لرئاسة الاتحاد الآسيوي، وقال: إن الواقع يؤكد ان استمرار ترشح السركال والشيخ سلمان يضعف حظوظهما في الفوز لتشتت الأصوات، وأوضح أن الاتحاد العماني مستعد للقيام بأي دور في هذا الشأن وبدأ فعليا التشاور واتصالات مع بعض الأشقاء.
وحول آلية إقناع أحدهما بالتنازل للآخر، أوضح البوسعيدي أن المسألة لن تقاس بصاحب الحظوظ الأقوى، ولا يستطيع شخص تحديد من هو الأفضل حظا في الفوز، السركال أم الشيخ سلمان، والاثنان مؤهلان للمنصب القاري الرفيع، وأشار إلى ان تنازل مرشح للآخر يرتكز على المصلحة العامة.
وشدد رئيس الاتحاد العماني على ضرورة الاتفاق على مرشح عربي واحد من بين الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة ويوسف السركال في مواجهة الصيني تشانج جيلونج - القائم حاليا بأعمال رئيس الاتحاد الآسيوي.
وبالنسبة لموقف الاتحاد العمانين قال خالد البوسعيدي: إن بلاده ستدعم في انتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم المرشح الذي يساند اقتراح منح بطل كأس الخليج بطاقة التأهل مباشرة الى نهائيات كأس آسيا.
وأكد البوسعيدي أن العمل على مرشح واحد يضمن لدول الخليج وغرب آسيا وجود شخص يستمع لما تقدمه من مقترحات لتطوير اللعبة في القارة عموما والمنطقة العربية على وجه الخصوص، مطالبا بإبعاد أي اختلافات في وجهات النظر وأن يكون المبدأ الأساسي كيفية المحافظة على منصب رئاسة الاتحاد الآسيوي الذي شغله لسنوات محمد بن همام.
أمنية
حمد بن خليفة: نود الاحتفاظ بالكرسي
أشار رئيس الاتحاد القطري الشيخ حمد بن خليفة إلى أن الترشح لرئاسة الاتحاد الآسيوي حق مشروع لأي شخص يرى نفسه مؤهلاً له، ولو فاز مرشح من الغرب فالهدف منه هو إراحتنا مما عانينا منه في السابق، ونود أن يبقى الكرسي موجودا في الغرب ليواصل التطوير الذي بدأه محمد بن همام، وأنا متأكد أن بوعيسى وبويعقوب قادران على المواصلة، ولكن لو زاد عدد المرشحين من الغرب عن 3 مرشحين فيمكن أن نبارك للشرق المقعد مقدماً، ولو أني لا أتصور شخصياً أن يبلغ العدد 4 مرشحين من الغرب.
لمعلوماتك
نجح المنتخب الكويتي في استعادة اللقب الخليجي الثالث عشر الذي شهدت فعالياته أرض سلطنة عمان عام 1996، وتصدر الأزرق قمة المجموعة المكونة من ستة فرق برصيد 12 نقطة، بفارق نقطتين عن منتخب قطر الوصيف.
توج القطري محمد سالم العنزي بلقب الهداف برصيد 4 أهداف، ونال الكويتي عبدالله وبران لقب اللاعب الأفضل في البطولة، فيما فاز القطري يونس أحمد بجائزة أفضل حارس مرمى في البطولة. ونال بذلك المنتخب الكويتي اللقب الثامن في تاريخه.
شهد العام 1998 إقامة بطولة الخليج الـ14 على أرض مملكة البحرين، ونجح المنتخب الكويتي في الحفاظ على اللقب للعام الثاني على التوالي بعد منافسة شرسة مع السعودية التي احتلت المركز الثاني بفارق نقطة وحيدة عن المتصدر الكويتي الذي حصد لقبه التاسع، وفاز بلقب الهداف جاسم الهويدي برصيد 9 أهداف، وذهبت جائزة أفضل لاعب لبدر حجي من منتخب الكويت، بينما اقتنص الحارس العملاق محمد الدعيع حامي عرين الأحضر السعودي جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة.
استطاع المنتخب السعودي أن يقتنص ثاني ألقابه التاريخية في البطولة الخليجية بنسختها الخامسة عشرة، في عام 2002 التي أقيمت على أرضها، وكان المنافس اللدود للأخضر هو العنابي القطري الذي احتل المركز الثاني برصيد 12 نقطة وبفارق نقطة وحيدة عن الفائز باللقب، أقيمت البطولة بنظام الدوري وتألف من ستة فرق.
وفي تلك النسخة، تساوى المنتخب البحريني مع نظيره الكويتي في رصيد النقاط وفارق الأهداف، لتحسم القرعة التي أجرتها اللجنة المنظمة للبطولة، المركز الثالث للأحمر، والرابع للأزرق، والجوائز الفردية في هذه البطولة، ذهبت للعماني هاني الضابط هداف البطولة برصيد 5 أهداف، والقطري جفال راشد أفضل لاعب، بينما حصل السعودي محمد الدعيع على جائزة أفضل حارس مرمى في البطولة.