أثبت منتخبنا في مباراته أمام عمان حقيقتين فنيتين مهمتين ، الاولى :الروح الرياضية واللعب النظيف إذ اعتقد الكثيرون أن اللعب بالتشكيلة الثانية يخفي نية خدمة منتخبات معينة في المجموعة على حساب أخرى ، أما الثانية فقد كانت إثبات الجاهزية الفنية والتنافسية للاعبين الاحتياطيين ، وهذا ما أكده مهدي علي حرفيا : في منتخب الامارات ليس هناك لاعب أساسي أو احتياطي ، إنما الكل له أهمية في تشيكلة الفوز.
أصبح مهدي علي جزءا من شخصية المنتخب في الملعب ، و يجب أن نعلم أن العملية التدريبية لا تنحصر في تحسين اللياقة البدنية، أو تلقين اللاعبين مبادئ التحركات الهجومية فقط، لان الاصعب والاهم هو كيفية تكوين عقلية الفوز وغرس الروح الانتصارية في الفريق.
الضغط الهجومي لمنتخب عمان كان متوقعا خصوصا أنه يلعب بفرصة وحيدة في التأهل هي الفوز ثم التفكير في نسبة الاهداف ، مع انه يفكر أيضا في نتيجة المباراة الثانية التي كان يتنافس فيها قطر والبحرين بنفس الفرصة هي الفوز أولا بالرغم ان المنتخب القطري كان الاقرب في حالة تعادله ، ما كان مهما هو ان منتخبنا تجنب وضع نفسه في لعبة الحسابات ، فحسم مصيرة بنفسه.
التعامل مع الضغط الهجومي لعمان كان واضحا في الاداء المتوازن حيث أدى اللاعبون أدوارهم بكل ثقة وانضباط. وباعتبار أهمية المباراة لا سيما وأنها نتيجتها الايجابية ستحدد مصير منتخب آخر في المجموعة ، فرض منتخبنا إيقاعه سعيا منه لسحب منتخب عمان إلى الانفتاح الهجومي حتى يترك المساحات في الخلف ، و هذا ما استغله منتخبنا بفاعلية وذلك بالتحكم في ايقاع الاداء ، وأيضا في كيفية استغلال حالة المنتخب العماني الذهنية الذي افتقد إلى التركيز في إنهاء الهجمات بفاعلية.
كيف لعب المنتخب
إصلاح أخطاء الماضي
ما كان ملاحظا أن مهدي عالج نسبيا النقائص التي ظهرت في المباراة الثانية أمام البحرين ، فكان الانضباط التكتيكي سمة واضحة في التغطية الدفاعية من خلال المساندة في وسط الملعب بالرغم من غياب خميس اسماعيل ، ثم الضغط المباشر على اللاعب المستحوذ على الكرة فكانت فاعلية هذه الادوار واضحة لما اظهره منتخب عمان من اداء في وسط الملعب من خلال العمليات الهجومية التى افتقدت إلى السرعة بفضل ترابط الخطوط.
منتخب عمان لم يقدم المستوى المطلوب منه لتحقيق الفوز إلا أنه أشعرنا أحيانا بخطورة هجماته التى افتقدت إلى اللمسة الفنية في انهائها بفاعلية . وكان لخالد عيسى حارس منتخبنا دور مهم في منح الثقة للفريق بأدائه و حسن تقديراته خصوصا في الكرات العالية في الدقائق العشر الاخيرة من الشوط الاول الذي حاول خلالها المنتخب العماني التسجيل بالتسديدات المباشرة الذي تعامل معها خالد بكفاءة مهارية عالية .
الشوط الثاني
ما كان متوقعا من الفنيين والمحللين بين شوطي المباراة لم يجسم على المستطيل الأخضر في الشوط الثاني، فالمنتخب العماني لم يفرض ضغطا هجوميا قويا، بل اعتمد على التسديدات القوية لكن الحارس خالد عيسى كان يقظا ومصرا على عدم قبول هدف. بعدئذ لاحظنا سيطرة هجومية لعمان لأن الامل في التأهل بدأ يكبر ، و هذا ما دفع المنتخب العماني إلى المجازفة بترك مساحات في الدفاع .
كانت لعبة الشطرنج بين المدربين خارج الملعب واضحة في التبديلات، لوغرين اختار التبديلات الهجومية ، فليس لديه ما يخسر كان همه البحث عن الفوز لو بهدف . أما مهدي فقد سعى في تبديلاته إلى المحافظة على حيوية الاداء المتوازن ثم بحث عن استغلال ظروف اللقاء وتقلباته لصالحه.
احتفال
مشجعو منتخبنا يرسمون لوحة حب للأبيض في المنامة
رسمت جماهير منتخبنا لوحة حب للابيض في المنامة، من خلال الحضور المكثف سواء بالطائرات التي خصصها القادة والمسؤولون، او من خلال الحضور بوسائل مواصلات خاصة، من اجل دعم المنتخب وتشجيع اللاعبين الشباب فى اول مشاركة خليجية لهم، واشعروا اللاعبين بانهم يلعبون في احدى مدن الدولة بكثرة التواجد الجماهيري ومؤازرة الفريق بكل قوة طوال زمن المباريات.
وحرص اكثر من الفي مشجع أول من امس على التواجد في المنامة لتشجيع المنتخب على الاداء القوي امام عمان رغم ان المباراة تحصيل حاصل وكانت اصواتهم ترتفع قائلين "يا منتخبنا يا الغالي نجمك في العالي" ما يلهب حماس اللاعبين، وبعد المباراة خرجت الجماهير لتهنئ اللاعبين في مقر اقامتهم في فندق الدبلومات ومن ثم خرج الجميع في مسيرة فرح تجوب شوارع البحرين تحتفل لمنتخبنا وشقيقه البحرين لتأهلهما للدور الثاني عن جدارة واستحقاق.
تكريم
الجماهير تهنئ الرميثي
حرص جمهور منتخبنا على تقديم التهنئة الحارة إلى محمد خلفان الرميثي رئيس اتحاد الكرة السابق، نائب رئيس مجلس أبوظبي الرياضي على فوز الأبيض وتأهله للدور الثاني، حيث حرص أبو خالد على متابعة المباراة من المدرجات مع الجماهير وظل يشجع الأبيض طوال المباراة بروح رياضية جميلة وتعبير صادق عن التحام الجميع مع الأبيض الشاب الطموح.
لقطات
افرزت استضافتنا لبطولة كأس الخليج العربي لكرة القدم في نسختها الواحد والعشرين والمقامة بمملكة البحرين عن كوادر بحرينية من الطراز الرفيع والتي تعمل خلف الكواليس وبعيدة عن الأضواء وفلاشات التصوير والذين اعطوا للوافدين صورا رائعة وناصعة عن مملكة البحرين وأهلها وذللوا أمامهم كل الصعاب وهذا مالمسته عن قرب من مسئولي البعثات والمنتخبات المشاركة الذين اثنوا على هذه الكوادر التي لامست نجاح وقدرات هذه الكوادر والتي تحمل طموحات وآمال شباب البحرين والذي نراهن عليهم كثيرا.
الحقيقة أن صور هؤلاء الكوادر كثيرا دائما ما نراها في كل مكان تدب كخلية النحل في الملعب وفي الفندق وفي المركز الإعلامي وفي كل مكان يتواجد فيه الأشقاء..فالشكر قليل في حقهم فهم نموذج يحتذى به وشكرا للأشقاء الذين كانوا في غاية اللطف..ودمتم للبحرين الذي يستحق أن يذوب الكل فيه فهو الوطن الغالي الذي نفديه بأرواحنا ودمائنا وعشت ياخليج المحبة والسعادة.
الاكثرية من جماهير البحرين وقطر حضرت الى الملعب الساعة الثانية ظهرا قبل المباراة الرسمية بين منتخبيهما بـ 4 ساعات ( ولكن جماهير البحرين ظلت تشجع بأهازيجها الجميلة منذ ان جلست فى المدرجات بثقة ان منتخبها سيفوز وسيتأهل )
كانت شيلات جماهير البحرين رائعة ومدوية وحماسية جدا عندما نزل نجوم منتخبنا ارضية الملعب للتسخين اطربت من حضر الملعب .
كانت حركات جماهير قطر فى التشجيع خجولة بعكس المباراة التى الاخيرة ضد عمان .
كان عدد المصورين خلف مرمى قطر اكثر من عدد المصورين خلف مرمى البحرين .
رددت الجماهير البحرينية والقطرية السلام الوطني لبلديهما بصوت قوي جدا وحماس مثير .
ظل مدرب البحرين كالديرون واقفا طوال المباراة بعكس اتوري مدرب قطر .
مدرب البحرين كالديرون استغل كل توقف فى المباراة باستدعاء لاعبيه لاعطائهم التعليمات المطلوبة منه .
الهب النجم فوزي عايش جماهير البحرين عندما سجل ضربة الجزاء ( وعمل نجوم منتخبنا حركتهم مع تفاعل الجماهير وكانت فى غاية الروعة )
تفاعلت الجماهير البحرينية مع كل حركة يعملها نجوم منتخبنا طوال المباراة .
تواجدت كاميرات القنوات الفضائية الخليجية والعربية وبجانبهما قناة البحرين الرياضية فى مدرجات الجماهير البحرينية والاماراتية ( واجرت لقاءات حية ومباشرة مع الجماهير )
10 دقائق حاسمة
آخر 10 دقائق من المباراة كانت سيناريو مختلفا عن بقية فترات المباراة، فبعد دخول عمر عبد الرحمن الذي صنع الفارق في الاداء باستغلاله المساحات بسرعة انطلاقات أحمد خليل الذي دخل بديلا لاسماعيل مطر ، وأيضا في بناء الهجمات في المساحات الخالية، فكان هناك تفاهم في تحركات عمر عبد الرحمن الذي مرر بدقة إلى أحمد خليل الذي سجل الهدف الاول في الدقيقة 83 .
شعر لاعبو عمان بأن التأهل أصبح بعيدا وهناك 7 دقائق باقية من زمن المباراة ، فبدأ عليهم عدم التركيز، و بدأت الالتحامات البدنية القوية مع لاعبي الامارات ، إلى أن جاءت رصاصة الرحمة في الدقيقة 87 عندما استغل أحمد خليل خطأ دفاعيا (مع منح أفضلية تحكمية في منح فرصة لعب بعد تعرض عمر عبد الرحمن لعرقلة) ، وانفرد بحارس عمان و تخطاه ثم أودع الكرة في المرمى مسجلا الهدف الثاني .