شهدت الجلسة الأولى من ندوة دبي للإبداع الرياضي مداخلة لمطر الطاير رئيس مجلس أمناء جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي، أكد فيها ضرورة تبني نظام تقييم يعتمد على الإبداع والتميز في العمل للوصول إلى الإنجاز الحقيقي والمأمول لتحقيق التطور المنشود.
وأشار رئيس مجلس الأمناء إلى أن مؤسساتنا العربية بحاجة لتغيير نظام التقييم الحالي "كي بي اي"، والاعتماد على النظام الدولي الحدث "الإيه إف كيو أم"، حيث إن مؤسساتنا تقوم حاليا بتنفيذ العمل ضمن وقت محدد لكن بعيدا عن تحقيق النتائج المرجوة، إلى جانب قيامها بالاحتفال بشكل مبالغ فيه عند تحقيق إنجازات غير معترف بها في بعض الأحيان بهدف كسب الانتباه والتقدير.
وقال: النتائج لا تنفصل عن الأهداف المطلوب تحقيقها، هذا هو النظام القائم حالياً في أوروبا، وللأسف كثير من مؤسساتنا تقول بأنها نفذت 90% من مشاريعها وعندما تنظر للنتائج لا تجد شيئاً، بل إن هناك بعض البطولات غير المعترف بها أصلاً وتقام لها الاحتفالات.
الواقع والنتيجة
وعقب الدكتور عاطف عضيبات رئيس لجنة التحكيم في الجائزة قائلاً: نحن كأعضاء في لجنة التحكيم بالجائزة نحرص على مراعاة الأمر، حيث نأخذ في الاعتبار الإنجاز على أرض الواقع والنتيجة النهائية، وإذا لم ينعكس ذلك على الإنجاز لن يكون له قيمة.
وأضاف الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد: الرياضة قد لا تنظر إلى النتائج، لأن بها متغيرات كثيرة ونتائج غير متوقعة، فقد يصاب لاعب والفريق يعتمد عليه بشكل كلي، فهناك أمور في الرياضة تغير كافة الخطط.
وقالت الدكتورة نوال المتوكل نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية عضو مجلس أمناء الجائزة: لابد من وجود إرادة حكومية لتحقيق النتائج على رأسها توفير الدعم المادي والمعنوي، والتنقيب واكتشاف المواهب، وأن تكون هناك رؤية وخطط واضحة المعالم، كذلك لابد من وجود المسؤولية المشتركة بين الجميع لتكوين حصيلة جيدة وصولاً للإنجاز المنشود وتحقيق نتائج إيجابية.
وقال عيسى النعيمي رئيس اتحاد كرة اليد: هناك غياب للرؤى في المؤسسات الرياضية العربية التي تنتزعها جملة من الأهداف في آن واحد فهل نعمل على مشاركة المرأة ودعمها أم نقوم بتطوير نتائجنا وغيرها من الأهداف الكثير، ولابد من وجود أولويات لدى المؤسسات الرياضية، تبنى عليها الأهداف والرؤى لتحقيقها في المستقبل بعيداً عن المجاملات، كذلك لابد من وضع جدول زمني وخطط مستقبلية للمضي عليها في ظل رؤية واضحة وهدف محدد.
غولد سميث: الإبداع يحتاج شيئاً من الجنون
قال الدكتور واين غولد سميث المحاضر العالمي المعروف في مجال الإبداع الرياضي، والذي يعمل مستشارا لمنتخبات الدولية ولجان أولمبية وطنية، ونال جوائز عديدة لمساهماته في مجال الإبداع الرياضي، أن الإبداع يحتاج إلى شيء من الجنون، وهناك على مر التاريخ مبدعون كثيرون أطلق عليهم لفظ الجنون وهم عباقرة أمثال بيكاسو وغيره، جاء ذلك أثناء محاضرته في الجلسة الثانية والتي حملت عنوان "الإبداعات والابتكارات الرياضية".
وقال سميث: الرياضة متناقضة، من جهة نستخدم بكل سهولة عبارات مثل "الامتياز" و"النجاح"، وعبارات مثل "تخطي الحدود" و"نرسم حدوداً جديدة"، وذلك لوصف الأداء الرياضي، بينما تبقى الرياضة محافِظة بطبيعتها، قد نقول "لا حدود" بينما نرسم بأنفسنا حدوداً لما هو ممكن عبر تغليفها بالعادات والمراسم والتقاليد والروتين والممارسات القديمة.
تناقض
وأضاف سميث: ندّعي أننا وكرياضيين في الرياضة، سواء كنا مدربين أو رياضيين أو إداريين، ندعي أن الرياضة تتخطى حدود السعي البشري، بينما نحيطها بالقوانين والإجراءات التي تحدّ من تطورها، نقول للمدربين الناشئين إن كل شيء ممكن، ونطلب منهم أن يكونوا أنفسهم، ونخاطبهم قائلين إن روحية النجاح رائعة وفردية وأن الجرأة تكمن بالتمايز، ثم نعلمهم أن يتبعوا تجارب وتعاليم الآخرين ونطلب منهم أن يبنوا تجربتهم التدريبية على النظريات غير المثبتة والممارسات والمبادئ المعتمدة، نعلن أننا ندعو المبدعين والإبداع إلى الرياضة بكل رحابة صدر، ثم عندما نواجه تحديا ما، نتراجع إلى ما عهدناه سابقاً من إشاعات وأخبار غير حقيقية وتجارب شخصية ونضع حدوداً لأنفسنا مثل "دائماً" و"أبداً" و"يجب" و"لا أستطيع".
نبض الرياضة
وتابع قائلًا: اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، بات الإبداع نبض الرياضة. فالإبداع ضروري للنجاح في المستقبل مثل حاجة الرياضة للمعدات والمرافق والتكنولوجيا والمدربين، هدفي من خطاب اليوم هو توجيه رسالة واضحة: إقناعكم بأنه بإزالة الضوابط والقيود من تفكيركم، تصبحون قوة تصب في خدمة نجاح الرياضة كمؤسسة وكأرقى ممارسة بشرية".
وأكد جولد سميث أن الإبداع مثل الإيمان الكثيرون يعتقدون انهم يعرفون معناه وأنهم يمتلكونه، ولكن قلة تدرك معناه الحقيقي، لفهم الإبداع الرياضي، يجب أن نفكر بما لا ينطبق عليه، الإبداع ليس أبحاثاً نجريها- بالرغم من أن الإبداع يساهم في البحث، الإبداع ليس إبحاراً على شبكة الإنترنت بحثاً عن أسئلة وحلول لمشاكل معينة، تماماً مثلما لا يمكن لقراءة كتاب أن يخلق مؤلفاً، وأهم عنصر هو أن الإبداع ليس نقلاً أو تقليداً لما قام به آخرين.
حيث إن الكثيرين يخلطون بين الإبداع والمعرفة ويعتقدون خطأً أنه بالدراسة والبحث في نظريات الرياضيين والمدربين الناجحين وباعتماد هذه النظريات والممارسات، يصبح النجاح مؤكداً والبطولة محققة.
أفكار رياضية
وكشف سميث أن الأفكار الرياضية تأتي من 4 جهات وهي البرامج الرياضية، ومن النماذج في الرياضة التي تمارسها، من التحدث مع الناس والاستماع إلى الأفكار والمعلومات من خارج الرياضة التي تمارسها ولكن ضمن منظومة الرياضة بشكل عام، من التحدث مع الناس والاستماع إلى الأفكار والمعلومات من خارج الرياضة التي تمارسها ولكن خارج منظومة الرياضة، ومن مهاراتك الإبداعية. وأختم قائلاً: يوماً بعد يوم، يتأكد لي أن الأفكار المبدعة والتفكير الابتكاري وقصص النجاح الرياضية الكبرى تنتج عندما يفتح الناس عقولهم وينطلقوا إلى ما هو أبعد من عالمهم.
استمرار
مؤتمر موسع في مصر
تنظم جائزة محمد بن راشد آل مكتوم للإبداع الرياضي مؤتمراً موسعاً عن الإبداع الرياضي في مصر بالتعاون مع كليات التربية الرياضية في مصر وسيقام في 9 كليات في 9 محافظات مصرية في نوفمبر المقبل. وكانت الجائزة قد نظمت العام الجاري ندوتين للإبداع الرياضي في كل من المغرب والأردن.
بناء
إبراهيم عبد الملك: علينا أن نؤسس لصناعة البطل الأولمبي
قال إبراهيم عبد الملك أمين عام الهيئة العامة للشباب والرياضة، أن هناك نتائج مخيبة لآمال الشارع الرياضي في مشاركتنا الأولمبية في دورة لندن ولا أقول إخفاقات، وعلينا أن نتساءل أين الخلل"؟ ومن وجهة نظري فإن الإجابة عن السؤال تتمثل في أن هناك عدة مرتكزات أساسية في عالمنا العربي، وعلى مستوى العالم لتحقيق الإنجاز أهمها وجود موارد بشرية، وبنى تحتية، وموارد مالية، وخطة استراتيجية واضحة الملامح وطويلة المدى، وإدارة محترفة، وثقافة مجتمعية، أضف إلى ذلك ثقافة المجتمع، كل هذه عناصر أساسية تحتاج إلى دراستها بتأن وبشكل مستفيض حتى نصل للإنجاز وحتى نعرف مكمن الضعف.
وقال عبد الملك: نحن الآن نخطط لوضع أساس رياضي عميق وليس لبناء وصناعة البطل الأولمبي، لأن هذا الأمر يختلف عما نحن في صدده الآن من وضع الأساس الرياضي العميق، وأتمنى من مجلس دبي الرياضي أن يتبنى مشروع صناعة البطل الأولمبي حتى نعطيه حقه من الدراسة، وحتى نجيب عن السؤال المهم ألا وهو : أين مكمن الخلل.
من جانبه أكد الدكتور أحمد الشريف أمين عام الجائزة أن مصطلح صناعة البطل مر عليه 20 عاماً وهناك دراسات حافلة وشاملة لصناعة البطل، ونحن نتحدث اليوم عن تعزيز نتائجنا الرياضية بشكل عام ونريد أن نجدد ونطور فيه وأن ندفع العجلة للأمام، ونحن لم نتجاوز هذه المرحلة حتى الآن، وهناك عدد من الأسئلة أهمها متى نقوم بتغيير رؤانا وأفكارنا؟.
على هامش الندوة
التقى الدكتور عيسى النعيمي رئيس اتحاد كرة اليد بالدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد على هامش الندوة، حيث عرض عليه النعيمي طموح الإمارات لاستضافة التصفيات الآسيوية المؤهلة لبطولة العالم 2015، كما بحثا سبل تطوير اتحاد كرة اليد الإماراتي، والتنقيب عن المواهب بالمراحل السنية بالمدارس.
وقال النعيمي: لقد طرحنا هذه الأمور على الدكتور حسن مصطفى رئيس الاتحاد الدولي لكرة اليد على هامش الندوة وأبدى ترحيباً كبيراً وتعهد بتقديم كافة خبرات الاتحاد الدولي لكرة اليد للاتحاد الإماراتي، لافتاً إلى أن الدكتور حسن مصطفى لا يبخل علينا ودائم المتابعة للاتحاد الإماراتي لكرة اليد ويقف معنا دائماً.