اشتعل الغضب في الساحة الرياضية المصرية عقب إعلان المجلس الجديد لاتحاد الكرة عن التأجيل الخامس للدوري على خلاف البيانات والتصريحات الصادرة من الجهات المعنية بانطلاق الدوري في موعده الذي كان مقرراً اليوم، في وقت شهدت تحركات من نادي الزمالك لتشكيل لجنة تطالب بإستبعاد الأهلي من المسابقة.
فقد أعلن تجمع يضم عدداً من اللاعبين والمدربين عن تنظيم مسيرة احتجاج الأحد المقبل أمام قصر الرئاسة والمطالبة بعودة النشاط المتوقف منذ 8 أشهر، واللافت أن الاتحاد أعلن قرار التأجيل قبل ثلاث ساعات من اجتماعه الأول في محاولة للضغط على وزارة الداخلية، التي تمسكت بموقفها السابق باستكمال المواصفات الأمنية اللازمة في الملاعب.
وتعمد الاتحاد عدم تحديد موعد جديد للدوري مما تسبب في تصاعد الغضب، وتم تكليف حسن فريد نائب الرئيس بالتفاوض مع قيادات الدولة حول كيفية إعادة الحياة للملاعب، في الوقت الذي شهد تحركات من رئيس نادي الزمالك ممدوح عباس لقيادة جبهة تضم عدد من أندية الدوري الممتاز للمطالبة بإقصاء الأهلي من المشاركة إذا كان في ذلك وسيلة لعودة النشاط، وجاءت الدعوة صادمة للنادي الأهلي، ورد عليها هادي خشبة المشرف على كرة القدم، بأن نادي الزمالك يظلم الأهلي كثيراً، لأنه متضرر مثل باقي الأندية ويعاني من مشكلات مادية وإدارية، وقال: نرفض تكوين جبهات تناقض بعضها والأفضل أن تتوحد الأندية، ووجود الأهلي يضيف الكثير، وهو قوة كبيرة بكل ما يمثله من ثقل جماهيري وتاريخي.
وفى تصريحات خاصة لرئيس الزمالك أوضح أن استمرار توقف الدوري يضع الأندية على حافة الهاوية، فقد أوشكنا على الإفلاس لتوقف الموارد المالية من أي نوع، وإذا كانت المشكلة تنحصر في اعتراض مشجعي ألتراس الأهلي، فإن الخيار المتاح استئناف النشاط من دون الأهلي لإنقاذ الأندية المصرية من خطر داهم يفترسها بقسوة، وقال عباس: ليس سراً أنه يدرس مع مجلس الإدارة عدم الوقوف أمام اللاعبين إذا رغب أحدهم في فسخ التعاقد في حال استمرار توقف الدوري حتى يناير 2013، فالنادي لم يعد قادراً على الوفاء بالتزاماته تجاه المدربين واللاعبين ليس في كرة القدم فحسب، بل في اللعبات الأخرى، وكشف لنا أن الأنباء حول تجديد عقود بعض اللاعبين تتم دون صرف نقدي بل على الورق اعتماداً على حلم انطلاق الدوري.
صدمة
التأجيل للمرة الخامسة كان صادماً بسبب الأجواء الوردية التي خلفتها تصريحات وزير الرياضة العامري فاروق بتأكيد إقامة الدوري في الموعد المحدد، وقبل ساعات من الصدمة خرج من اجتماع مع رئيس الوزراء بتأكيدات عن انطلاق الدوري دون تأخير، ولكن المفاجأة جاءت من اتحاد الكرة الجديد برئاسة جمال علام بقرار التأجيل، وكان واضحاً أنه كان الخيار الوحيد لعدم وصول موافقة صريحة من جهات الأمن، كما أن الأجواء السياسية الملبدة ساهمت في توجيه ضربة جديدة للكرة المصرية.
إيقاف التدريبات
الصدمة ظهرت بوضوح في الأندية التي كانت قد أكملت تحضيراتها لخوض الدوري ابتداء من اليوم، وقرر المدربين إيقاف التدريبات اليومية إلى أن تتضح الرؤية حول مستقبل الموسم الكروي، وباستثناء الأهلي الذي يستعد لجولته الإفريقية مع فريق صن شاين النيجيري بالدور قبل النهائي لبطولة الأندية، فإن باقي الأندية قررت إلغاء برامجها ومبارياتها الودية التي كانت محددة سلفاً، وفي الزمالك منح المدرب فييرا لاعبيه إجازة ثلاثة أيام بسبب غموض الموقف.