كشفت مباريات الأسبوع الخامس من دوري المحترفين لكرة القدم استراتيجية البحث عن ثقة الفوز ، ووضح ذلك في التمرد على كل الرسومات التكتيكية التي رسمها بوناميغو للاعبي الجزيرة، في مباراة الديربي أمام العين فانتزعوا التعادل الثمين أمام الزعيم بعد تأخرهم بهدفين ، وكانت رغبة لاعبي العنكبوت واضحة في تغيير ما فرضه العين عليهم ، رغم الفرديات السلبية التي كانت في أداء لاعبي الجزيرة إلا انهم حملوا على أكتافهم مسؤولية تاريخ النادي في عــقيدة البطولات التي يتنفس منه جدران النادي .
فالانتـــفاضة المهارية التي غلبتها الأنانية في أداء لاعبي الجزيرة كانت مقنعة بما يملكون من رغبة في الفوز و الثقة في إمكانياتهم ، وان باستطاعتهم العودة إلى نقطة البداية ، وكان الديربي بين الجزيرة والعين يحمل كل الإثارة إلا أن طـــرفي الديربي هما بطلان يعرفان طريق الـــمنصات ورغـــم أن التاريخ يكون منصفا للعين ،إلا أن الجزيرة له اسم في ذاكرة سجـــلات المحترفين ، فالفريقان يمتلكان نفس الرصيد من الفوز بدوري المحترفين مــنذ انطلاقه منذ سنوات.
احترام
والأهلي كان مقنعا باحترامه لمنافسه اتحاد كلباء رغم ما يمر به ، والنصر كان حذرا بألا يقع في مطب دبي الذي يحسم الكثير من المواجهات لصالحه، فكان الحذر سر النجاة ، والظفرة كان يعرف إمكانيات الوصل فوضع كل مفاتيحه تحت المراقبة بحيث يقنعه بأن التعادل يكفيه ، أما الوحدة فأعاد نفسه إلى الفوز بعد أن خشي أن يكرر الشعب سيناريو دبي في الأسبوع الماضي ، فكانت الفرق كلها تبحث عن الفوز إلا أن ثقتها كانت متأرجحة بين الحذر التكتيكي ، والإمكانيات الفردية ،وبين الانتفاضة في رفض الاستسلام ، واحترام المنافس .
إمكانيات
البحث عن الفوز لم يكن سهلا بالنسبة للفرق التي لم تفز في الأسابيع الخمسة أو التي لم تحصد نقاط الفوز الثلاث ، وأكد اتحاد كلباء و دبا الفجيرة أن المستوى الفني الذي يقدمانه ما هو إلا محصلة إمكانيات اللاعبين التي تحدد الكثير من معطيات المباريات ، و ليس ذنب المدربين ، وليس السبب هو تغيير المدربين اللذين لم يستطيعا أن يصلحا ما أفسده الدهر .
فلن يتدخل البنزرتي مدرب كلباء او مسفر مدرب دبا الفجيرة في إنهاء الهجمة بالكفاءة التهديفية في اللمسة الأخيرة ، إلا أن مؤشرات نتائج الفريقين تتجه إلى أن دوري المحترفين نحو قاعدة فنية لم تتغير ،وهي أنه من يصعد من الدرجة الأولى من الهواة ،ولا يملك إمكانيات المحترفين، لن يكون له سوى درب واحد هو الخروج بأقل عدد الأهداف من كل مباراة.
فارق هدفين
بفارق هدفين انتهت نتائج اكثر مباريات الجولة الخامسة لدوري المحترفين لكرة القدم ، حتى الأهلي عندما سجل 3 أهداف إلا أن كلباء نجح في تقليص النتيجة إلى فارق هدفين في نهاية المباراة بتسجيله هدفا يتيما ، وحتى اكثر المباريات إثارة ،وارتفاعا في نسبة الأدرينالين لدى الجمهور، خوفا من الخسارة، انتهت بالتعادل 2-2 في كلاسيكو العاصمة بين الجزيرة و العين .
وفي مباراة بني ياس ضد دبا الفجيرة لم يتوقع اكبر المتفائلين أن تنتهي النتيجة لصالح بني ياس بهدفين مقابل لاشىء ، و انتهت مباراة عجمان والشباب بالتعادل أيضا ، فهل كانت النتائج مقنعة بالإثارة التي كانت عليها في الأسابيع الأربعة السابقة أم أن مستويات الفرق دفاعيا كانت النقطة السلبية في تقييم أدائها ، أم أن الفرق بدأت تكتب بدايات جديدة ، فالفوز مهما صاحبه من إثارة تهديفية إلا أن النتيجة في النهاية تساوي 3 نقاط .
التنظيم الدفاعي أوقف فاعلية صانعي اللعب في حسم النتائج
قدمت كل الفرق في الجولة الخامسة تنظيما دفاعيا جيدا ومقنعا ، نجح في إيقاف فاعلية صانعي اللعب في حسم النتائج ، و كانت القوة الهجومية ممتعة في هز الشباك ، وشهد الأسبوع الحالي التفوق في التنظيم الدفاعي وتماسكه أمام التحركات الهجومية ، وكانت مراقبة مفاتيح اللعب للاعبي القرار في الفرق التي لها طموح المنافسة على اللقب إحدى الوسائل التكتيكية في تحييد الفعالية الهجومية في صناعة الفرص التهديفية ، فلم تكن هناك فاعلية مستمرة لصانعي اللعب في تلك الفرق ،في فرض الفارق و التفوق في حســم نتيجة المباريات .
وكان واضحا تغطية المساحات في الكثافة العددية في منطقة وسط الملعب ، و الضغط في منطـــقة تواجد الكرة ، مما أسهم في الاستحواذ السلبي للكرة في منطقة المنافس دون المجازفة في فقدان الكرة أو المــفاجأة في تمريرة حاسمة إلا في آخر 20 دقيقة من قبل لاعبي الجزيرة و النصر الذين احسوا بخطر فقدان نتيجة المباراة .
رقابة
التنظيم الدفاعي كان فعالا في وضع المهاجمين تحت ضغط الرقابة الفردية بدنيا ، فكان التفوق البدني في الالتحامات البدنية لصالح المدافعين رغم الهفوات الدفاعية التي نجمت منها سوء الانسجام الذهني التكتيكي بين مدافعي العمق الدفاعي ، مما نتج عنها أهداف الجولة الخامسة 21 هدفا .
القوة الذهنية
الأخطاء التنظيمية أثناء المساندة في الاستحواذ علي الكرة ، وانعدام الانسجام في التحركات أثناء تغيير المراكز ، تفقد الفريق الفاعلية في خلق المساحات في التغلب علي التنظيم الدفاعي الذي يبدأ برأس الحربة تلمس فيه القوة التكتيكية للاعبين في استرداد الكرة ، و هذا ما كان واضحا في القوة الذهنية للاعبين في رغبة الفوز أو في تعديل النتيجة .
وفي أحيان كثيرة كان انعدام التوازن لدى اللاعبين تدفعهم إلى ارتكاب أخطاء مهارية واضحة و مؤثرة ، وأظهرت ضغوط المنافسة سلبيتها على اللاعبين بشكل كبير في الحالة النفسية لهم ، و لكن ما يحسب لهم بعد كل ما مروا به من ظروف و مجريات المباريات هي عدم الاستسلام لخطة المنافس في فرض الفوز عليهم ، حيث كانت القوة الذهنية واضحة في لاعبي دبي ، النصر ، الجزيرة ، العين ، الظفرة ، الأهلي و بني ياس .
مباريات تكتيكية
جاءت مباريات الأسبوع الخامس تكتيكية بدرجة مقنعة ، وامتاز اللاعبون بالانسجام الذهني في التنظيم الدفاعي الفعال في تحييد التحركات الهجومية في صناعة الفرص التهديفية ، فلم يستطع أي فريق أن يتفوق على الآخر إلا في 3 مباريات بنتيجة هدفين .
وأثرت مراقبة مفاتيح اللعب كثيرا على منطقة مناورات الفرق في صنع الفارق و الفوز ، فتأثر توازن الفرق في فاعليتها الهجومية ، و كان لاعبو الارتكاز هم مفاتيح اللعب التكتيكي في صناعة التفوق الدفاعي في تنظيم الإيقاع الذي يستطيع الفريق تغطية المساحات .
بدء الدفاع من رأس الحربة يؤكد أهمية المهام و المسؤولية الدفاعية للاعبي الفريق جميعا لحظة افتقاد الكرة ، و هذا ما منح الفرق القوة الدفاعية في محاولة استرداد الكرة في منطقة المنافس قبل أن تكون هناك بناءات هجومية في منطقة وسط الملعب .
الصفات الإرادية لدى اللاعبين في عدم تقبل الهزيمة كانت واضحة في الأدوار الدفاعية في المواجهات الفردية ، و الالتحامات البدنية القوية ، و كانت تلك الصفات هي المحرك ذهنيا في الروح القتالية في الناحية الدفاعية في مباريات هذه الجولة التي انتهت بأربعة تعادلات إيجابية، و اثنان منها بهدف لكل فريق في مباراتي الوصل مع الظفرة،و النصر مع دبي ، ثم هدفين لكل فريق في مباراتي الشباب مع عجمان ، الجزيرة مع العين .