استمتع الجمهور الغفير الذي ضاقت به مدرجات استاد محمد بن زايد بالعاصمة أبو ظبي ، بقمة الكلاسيكو التي جمعت العنكبوت الجزراوي والزعيم العيناوي ، في ختام الجولة الخامسة لدوري اتصالات للمحترفين لكرة القدم ، والتي أسفرت نتيجتها النهائية عن التعادل الإيجابي بهدفين لكل منهما ، ولعبت تبديلات الجزيرة في الشوط الثاني دورها المؤثر في عودة صاحب الأرض «الجزيرة» في معادلة النتيجة ، وحرمان الضيف العيناوي من صدارة الترتيب .
حيث تأخر الجزيرة بهدفين دون رد ، ليأتي في الشوط الثاني ويسجل مثلهما ، بفضل التبديلات الموفقة للمدرب بوناميغو ، ليضيف إلى رصيده نقطة ، ليصبح 7 نقاط ، ليقفز خطوة واحدة في جدول الترتيب ، محتلاً المركز السابع ، ويحرم الزعيم العيناوي من الصدارة التي كان قاب قوسين منها ، ليتأخر للمركز الثالث برصيد 10 نقاط ، وبفارق الأهداف عن الأهلي.
وبالعودة إلى مجريات المباراة التي تميزت بالمتعة والإثارة على مدار شوطيها ، فقد تقاسم الفريقان شوطيها ، حيث كان الشوط الأول لصالح الزعيم العيناوي ، لعباً ونتيجة ، وفي الشوط الثاني ، نتيجة التبديلات التي أجراها بوناميغو مدرب الجزيرة ، بإشراك دلغادو وعلي مبخوت ، محل ياسر مطر والبرازيلي فرناندينهو ، ترتب على ذلك تحول في طريقة اللعب ، ليمتلك منطقة المناورة بقيادة دلغادو وإبراهيم دياكيه ، ليفرض سيطرته وينجح في تحويل خسارته إلى تعادل مستحق .
بينما الزعيم العيناوي في هذا الشوط دفع ثمن اطمئنان لاعبيه على النتيجة ، بعد تقدم الفريق بهدفين ، فانعكس ذلك على الأداء بالفتور والثقة الزائدة ، ليختفي جيان وعمر عبد الرحمن ، ويتأثر الفريق بتبديل اكوكو اضطرارياً ، ليستغل ذلك الجزيرة ، ويفرض سيطرته ويحقق تعادلاً غالياً جاء في وقته ، ليستعيد به الفريق توازنه ، ويبدأ انطلاقته لإثبات وجوده كفريق بطل ، بعد أن كان قد وصل إلى حالة من الإحباط يرثى لها!!
تغيير استراتيجية الأداء
عقب ختام المباراة ، وخلال المؤتمر الصحافي ، أكد البرازيلي باولو بوناميغو المدير الفني لفريق الجزيرة ، أن المباراة كانت رفيعة المستوى من الفريقين ، قدما خلالها عرضاً رائعاً استمتع به الجمهور الذي شهدها ، واستطرد مشيراً إلى أن استراتيجيته ارتكزت في البداية على إحكام السيطرة على وسط الملعب ، لإحكام الرقابة على لاعبي العين ، ومنعهم من استغلال الهجمات المرتدة التي يجيدونها ، لذلك لعب في البداية بثلاثة لاعبي ارتكاز ، وهم سبيت خاطر وياسر مطر وخميس إسماعيل ، ولكن تلك الطريقة لم تنجح ، بل استفاد العين من هذا الأسلوب في الشوط الأول ، وفرض سيطرته عليه.
وفي الشوط الثاني ، كان من الضروري تبديل هذه الاستراتيجية ، ولذلك تم تبديل ياسر مطر ، بإشراك دلغادو محله ، وإخراج فرناندينهو وإشراك علي مبخوت ، وتم التنبيه على اللاعبين بتدوير الكرة في منتصف الملعب ، تمهيداً لبناء هجمات منظمة ، ونجحت الطريقة .
وتم الاستفادة من اندفاع العين بتقدم عبد الله موسى من جهة اليسار ، لرفع الكرات العرضية لخلخلة دفاع العين ، وبالفعل ، تحسن الأداء في الشوط الثاني ، وأحكم الفريق الجزراوي سيطرته على مجرياته ، ونجح في تسجيل هدفين ، بالرغم من تأخر الفريق بهدفين ، وأعرب بوناميغو عن أمله أن يحافظ الفريق الجزراوي على المستوى الذي قدمه في الشوط الثاني ، خاصة أنه يمتلك نوعية من اللاعبين المميزين.
وعن سر البطء في بناء الهجمات بالشوط الأول ، ما تسبب في ارتباك الأداء الجزراوي ، أرجع ذلك إلى عدم الدقة في التمريرات ، ليستثمر ذلك العين لصالحه ، والفارق كان كبيراً بين الأداء في الشوط الأول ، والأداء في الشوط الثاني ، حيث تم في الشوط الثاني تصحيح الأخطاء وعلاج السلبيات.
عودة
وعن سر عودة ريكاردو أوليفييرا للخلف كثيراً ، حتى عندما يكون الفريق في أمس الحاجة لوجوده في المناطق الهجومية ، أكد بونامغيو أن ريكاردو لاعب صاحب شخصية قوية ، ودوافعه قوية دائماً ، ومجهوده كبير ، وعندما يجد فريقه مضغوطاً ، يعود للخلف لمساعدة زملائه ، وهو يلعب دائماً من أجل الفريق ، وليس من أجل نفسه ، وتكود عودته أيضاً ، في بعض الأحيان ، للهروب من الرقابة.
وعن حجم الإضافة التي حققها دلغادو في الشوط الثاني ، أكد أنه كان نقطة التحول الأساسية للفريق في الشوط الثاني ، لأنه قام بكل الأدوار التي كنا نفتقدها في بناء الهجمات ، وتمويل المهاجمين بالكرات المتقنة ، ومنح دياكيه وريكاردو أوليفييرا ، وحتى عبد الله موسى ، الحرية الكاملة في الانطلاق.
وعما إذا كان يعتبر هذا التعادل بطعم الفوز ، خصوصاً أنه جاء بعد أن كان الفريق متأخراً بهدفين ، قال: التعادل ليس مثل الفوز ، لأننا كنا نبحث عن الفوز في اللقاء ، ونقطة ليست مثل 3 نقاط ، ولكن الأهم من ذلك أن الفريق استعاد شخصيته في الشوط الثاني ، وأثبت أنه قادر علي العودة في الوقت المناسب ، والمهم أيضاً أن نحافظ على المستوى الذي ظهرنا به في الشوط الثاني لنلعب به في كل مبارياتنا المقبلة ، وأقول بأن الجزيرة كان بالإمكان أن يخرج فائزاً ، لو استغل الفرص التي أتيحت له في الربع ساعة الأخير من الشوط الثاني.
وفي تعقيبه على أن بداية الجزيرة في الموسم الحالي هي الأسوأ له في المواسم السبع الأخيرة ، أكد بوناميغو أن هذا الموسم ليس مثل الدوري في السنوات السابقة ، بدليل أن كل الفرق يختلف أداؤها من مباراة لأخرى ، ودلل على ذلك بتباين نتائج الفرق ، والجزيرة مثله مثل باقي الفرق الأخرى ، مستواه ما زال غير ثابت ، وأنه ما زال في البداية ، ولا يمكن إنكار تحسن المنظومة الدفاعية ، وأن المستقبل سيكون أفضل.
وعن المستوى غير المقنع الذي ظهر عليه فيرناندينهو ، وعن عدم ظهور البرازيلي بمستوى مقنع حتى الآن ، علل بوناميغو ذلك بعدم اكتمال تجانسه وتأقلمه ، ومشكلة عدم الانسجام ، لأنها التجربة الأولى له في منطقة الخليج.
كوزمين: اطمئنان اللاعبين للنتيجة أفقدهم التركيز
أكد كوزمين المدير الفني للعين أن المباراة كانت قمة وممتعة استمتع بها الجمهور، وسيطر فريقه على مجريات الشوط الأول وأتيحت له عدة فرص للتسجيل لم تستثمر وهذه ظاهرة سلبية! وواصل مؤكداً أن الفوز ضاع من فريقه بسبب التراخي الذي أصاب اللاعبين بعد الهدف الثاني، مشيراً إلى أن الفريق اعتبر أن المباراة انتهت بعد الهدف الثاني، وهذا شيء خاطئ وغريب، وغير معتاد.
وواصل مشيراً إلى أنه حاول إعادة الفريق للمباراة، ولكنه استطرد مشيداً بفريق الجزيرة، ومؤكداً عدم نسيان أنه منافس قوي، ويلعب على ملعبه، وكانت لديه الرغبة في تحسين وضعه، والعودة للقاء، وبالتأكيد استفاد من تبديلات الشوط الثاني التي أتاحت له الفرصة في اللعب بعمق هجومي تمثل في علي مبخوت.
وطالب كوزمين كافة المختصين والمسؤولين في الرابطة والاتحاد بدراسة فرصة الهدف الجزراوي الثاني، لأن الكرة كان هدفاً ملغياً للعين بداعي التسلل، كما أن مدافع الجزيرة لعب الكرة وهي متحركة لتصل إلى دلغادو، ليلعبها بعد ذلك إلى ريكاردو، وهذا أمر خاطئ، وفي نفس الوقت تحفظ على التسلل الذي احتسبه الحكم وألغي به هدفاً ثالثاً صحيحاً للعين.
عن عدم التعامل السريع بعد انتقال الأفضلية للجزيرة بفضل تغييرات الشوط الثاني، أكد كوزمين أن فريقه كان الأفضل في بداية الشوط الثاني، وسجل الهدف الثاني بعد تغييرات الجزيرة، وأتيحت لنا فرص كثيرة لم تستغل، ولكن الجزيرة يبقى فريقاً قوياً، وتبقى نقطة منه على ملعبه ووسط جماهيره أفضل من لا شيء.
وعما إذا كان يشعر بالحزن لضياع الفوز، وضياع فرصة تصدر المنافسة بفارق الأهداف عن بني ياس، أكد أنه بالفعل يشعر بالحزن، خاصة أن فريقه لو فاز لتصدر جدول الترتيب، وعتب على لاعبيه تراجع مستواهم في الشوط الثاني، واختتم مؤكداً أن الموسم يبقى طويلاً، وكرر ضرورة عدم نسيان أن الجزيرة منافس قوي، وانتزاع نقطة من ملعبه أمر إيجابي، والقادم سيكون أفضل.
تبرير
مهند: الجزيرة استغل تراجع اللياقة
أكد مهند العنزي مدافع العين، أن المباراة كانت صعبة طوال شوطيها، وقدم العين أفضل مستوياته في الشوط الأول، وكان يمكنه إحراز أكثر من هدف، وحاول استغلال الفرص التي أتيحت لنا بعد الهدفين لحسم المباراة، لكنه لم يحدث ونجح الجزيرة في العودة للمباراة في الشوط الثاني، بعد تراجع معدل اللياقة البدنية للاعبي العين، واستغل الجزيرة فرصتين ونجح في التعادل، وأعتقد أن الكلام عن المنافسة على الدوري لا يزال سابقا لأوانه.
نتيجة
سبيت: تعادل عادل
أكد سبيت خاطر لاعب وسط الجزيرة، أن الفريقين لم يرضيا بالتعادل رغم أنه نتيجة عادلة قياساً بما قدمه الفريقان في المباراة في ظل المنافسة القوية على البطولة، والفريقان من الأندية التي تتصارع على اللقب، والنتيجة أضرت بالفريقين وأفادت الفرق الأخرى وإن كان المشوار لا يزال طويلاً والبطولة في أسابيعها الأولى، وكنت أتمنى أن يحقق الجزيرة الفوز للخروج من الأزمة التي يمر بها وكانت هذه المباراة فرصة لاستعادة الثقة.
هدف
علي مبخوت: لم يكن لدينا ما نخسره
أكد علي مبخوت مهاجم الجزيرة أنه بعد هدفي العين لم يعد هناك ما نخسره فهاجمنا بضراوة، لأننا شعرنا بأن الخسارة قد تبعدنا مبكراً عن المنافسة وبأن الخطر يلاحقنا، وسيطر الجزيرة على مجريات اللعب تماماً، وأضاع الفرص الواحدة تلو الأخرى ونجح في إدراك التعادل وضاع الفوز في الدقائق الأخيرة، وقال إن التعادل نتيجة جيدة بعد التأخر بهدفين، وما قدمه الجزيرة في الشوط الثاني يؤكد أن الفريق سيعود إلى حالته الطبيعية.
تصريح
عبد الله موسى: نحتاج إلى مهاجم
أكد عبد الله موسى ظهير أيسر الجزيرة وصاحب الهدف الأول، أن المباراة كشفت حاجة الجزيرة إلى مهاجم صريح مثل باري أو بيانو، وقال إن الجزيرة تخلص من الضغوط وهاجم بقوة بعد تأخره بهدفين أملاً في العودة للمباراة، وأن الهدف الأول جاء في الوقت المناسب، ونجح الفريق في العودة للمباراة ونجح في التعديل وكان قريباً من الفوز، وأكد أن التعادل بلا شك أفضل كثيراً من الخسارة رغم أنه لا يرضينا كفريق بطل.
عبيد حماد: العين فرط في فوز شبه مؤكد
أكد محمد عبيد حماد المشرف العام على فريق العين، أن فريقه فرط في فوز شبه مؤكد وخسر نقطتين في سباق القمة، وكان يتعين على اللاعبين المحافظة على تقدمهم بهدفين، وهم يتمتعون بخبرة كبيرة تساعدهم على تهدئة اللعب والاحتفاظ بالكرة وتمريرها وسط الملعب لأطول فترة ممكنة وفرض أسلوبهم على لاعبي الجزيرة، لكن اللاعبين لم يفعلوا ذلك، وسمحو للاعبي الجزيرة بامتلاك الكرة ومواصلة الهجوم تباعاً إلى أن أدركوا التعادل بل وكاد العين يفقد نقطة التعادل، وعلى أية حال فإننا نعتبر التعادل مكسباً مع منافس قوي يلعب على أرضه.
العنزي: قرار طردي غير مستحق
أكد محمد سالم العنزي المشرف العام على فريق الجزيرة محمد سالم العنزي، والذي تعرض للطرد لأول مرة، لاعتراضه على قرارته، أن الحكم كان قاسياً على الجزيرة في الكثير من قراراته فضربة الجزاء المحتسبة للعين ليست صحيحة، ولم يحتسب لنا أخرى صحيحة مائة في المائة، وأكد أن قراره بطردي من الملعب غير مستحق، فالمسألة لا تتعدى مجرد الحديث عن قرار اتخذه رأيت من وجهة نظري أنه غير صحيح، لكنه لم يتقبل اعتراضي ولم يتحدث معي وأنا منفعل إلى حد ما، وليس من طبيعتي الاعتراض على قرارات الحكام، لكن ما حدث كان تحاملاً على الجزيرة، وأتمنى ألا يتكرر ذلك في الأسابيع المقبلة.