أعرب الفريق الركن (م) محمد هلال الكعبي، رئيس اللجنة المحلية المنظمة لماراثون زايد الدولي الخيري، عن سعادته البالغة بما أفرزته الدورة التاسعة من السباق، وأشار إلى أن أكثر ما يسعده هو الأثر الإيجابي المتحقق من وراء الماراثون، وهذا التفاعل غير العادي من الأميركيين مع الفكرة وحرصهم والكثيرين غيرهم من مختلف شعوب العالم ومن دولة الإمارات على المساهمة في دعم هذا المشروع الخيري الكبير.
وقال الكعبي: لا يهمني أن يشارك في الماراثون 11 ألفاً رسمياً، وأكثر من 20 ألفاً عامة، أو حتى يصل العدد إلى أكثر من ذلك، المهم هو حجم المتبرعين للفكرة والمشروع، وأن يصل عددهم إلى 100 ألف ويتجاوز عائد الماراثون في العام الماضي 36 مليون دولار، تكون نتيجته فتح أقسام جديدة وإجراء جراحات للكلى من دون مقابل لأشخاص وأطفال في أشد الحاجة إليها، ومساعدة مؤسسة «هيلثي كيدي» على إجراء الأبحاث لتحقيق المزيد من النجاح في طريقة العلاج.
وهذا الكم الكبير من القصص والحكايات الإنسانية التي نسمعها كل عام عن جراحات أنقذت أناساً ولمت شمل أسر وغيرها. كل هذا هو المكسب الحقيقي الذي أشعر معه بالفخر والسعادة الكاملة، لأنه ماراثون زايد ودولة الإمارات العربية المتحدة كانت وراءه.
زيادة المشاركة
وأضاف: نحن ماضون في مشروعنا وسنبذل ما في وسعنا من أجل بلوغه أعلى درجات النجاح. نعلم أنه كلما زادت المشاركة وازدادت المنافسة على السباق، ساهم ذلك في تحقيق المزيد من التبرعات لخدمة هذا العمل الإنساني.
ومن أجل ذلك قررنا رفع قيمة الجائزة المخصصة لمن يحطم الزمن القياسي للماراثون إلى 50 ألف دولار في العام المقبل بمناسبة الاحتفال بمرور 10 سنوات وإقامة 10 دورات للماراثون، حتى يستقطب السباق أكبر العدائين العالميين ويتضاعف ريعه، كما أن هناك العديد من البرامج والأفكار الأخرى الجديدة سوف نعلن عنها بهذه المناسبة.
الجدير بالذكر أن اللجنة المحلية المنظمة للسباق كانت قد قررت منح من يحطم الزمن القياسي للماراثون 20 ألف دولار، وفي نهاية الدورة السابعة أعلنت عن زيادة الجائزة إلى 30 ألف دولار، وخلال مراسم تتويج أبطال الدورة التاسعة، فاجأ الفريق محمد هلال الكعبي جميع الحضور من أبطال ومتسابقين وجماهير برفع قيمة الجائزة إلى 50 ألف دولار اعتباراً من الدورة العاشرة.
تفاعل كبير
أعرب فهد علي، ممثل مجلس أبوظبي الرياضي، عن سعادته بما يحظى به الماراثون من تفاعل كبير من المشاركين عاماً تلو الآخر، وأضاف أن السباق جاء بأهداف واضحة، وله قيم كبيرة خصوصاً في الجانب الإنساني الذي يعتبر قيمة مهمة انعكست بشكل كبير في تفاعل المشاركين والمنظمين.
وأكد فهد علي أن هذا التواصل الرائع يقدم رسالة مهمة من دولة الإمارات، في حدث يحمل اسم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، طيب الله ثراه، وفي كل عام تتسع أصداء الحدث، وتتحقق أهدافه، وتكون له أهداف أخرى ومساحات وهوامش جديدة.
وشدد فهد علي على أن المعرفة بالسباق وقيمته الإنسانية باتت أكبر، وأصبحت هناك علاقة وطيدة بين المشاركين والمنظمين وأصبح اسم السباق يتردد صداه في كل مكان، مضيفاً أن هناك فوائد أخرى تتمثل في الحرص الكبير من قبل المشاركين على التردد على الفعاليات الخاصة بدولة الإمارات والحصول على الهدايا التذكارية التي تحمل صورة الشيخ زايد، وكذلك زيارة المرافق ومتابعة الأنشطة المصاحبة من الشركات والمؤسسات الوطنية المساهمة والراعية لهذا الحدث.
مأدبة غداء
لبت إدارة البعثة برئاسة الفريق محمد هلال الكعبي في اليوم السابق للسباق دعوة أحمد عبدالرحمن الجرمن سفير الإمارات لدى الأمم المتحدة في نيويورك، لمأدبة غداء في منزله، حضرها الدكتور جمال سند السويدي، وكان اللقاء فرصة لتقديم الشكر والامتنان من رئيس البعثة للسفير على كل الجهود التي قامت وتقوم بها السفارة في تنظيم وتوفير كل مقومات نجاحه، وقد حضر المأدبة عدد من الإعلاميين وممثلي القنوات الرياضية.
وضمن الفعاليات المصاحبة للسباق والمبادرات التي تستهدف التأكيد على رسالته الإنسانية، قام وفد من مركز أبوظبي للدراسات والبحوث برفقة بعض الرياضيين المشاركين في السباق بزيارة إلى مدرسة «أبدوين» في منطقة هارلمز التي تضررت من إعصار «ساندي»، حيث تم تقديم العديد من الهدايا لطلاب المدرسة الذين وضح أن نسبة كبيرة منهم تعرف معلومات متفرقة عن الإمارات، والعاصمة أبوظبي ومدينة دبي.
وتجدر الإشارة إلى أن اللجنة المنظمة تحرص في كل عام على عمل زيارات ميدانية لبعض المدارس والمستشفيات للتأكيد على الجانب الخيري.
زيارة دعم
قام الفريق الركن محمد هلال الكعبي بمشاركة الوفد النسائي والمطربة أريام، بزيارة إلى مستشفى الأطفال الذين يتم علاجهم من أمراض الكلى عن طريق الدعم الذي تقدمه مؤسسة «هيلثي كيدني».
نجاحات الماراثون تتطلب استراتيجية جديدة
حقق ماراثون زايد السنوي في دورته التاسعة نجاحاً فاق كل التوقعات، وتجاوز كل مشاعر القلق التي أصابت البعض بسبب توقيت إقامته بعد أيام قليلة على أحداث ماراثون بوسطن المؤسفة.
فقد حظي الماراثون بمشاركة غير عادية كما كان حاله في الأعوام الماضية، موجهاً رسالة غير مباشرة إلى الجميع بأن الأمان متواصل في سباقات أميركا، ومضاعفاً مشاعر السعادة والثقة الكاملة في أن دولة الإمارات العربية المتحدة تنشد الخير للجميع وتدين كل العمليات غير الأخلاقية.
وهذه المحصلة كانت مسيطرة على مشاعر وكلمات العقيد الركن محمد علي العامري وهو يعقب على ما يحس به بعد هذا السباق، ومطالبته للقنوات التلفزيونية الرياضية بضرورة العمل على نقل أحداث السباق على الهواء حتى يصل نبضه إلى جميع المتابعين.
يقول محمد العامري: هذا الوجود الكبير من الأميركيين ومن مختلف المقيمين على أرضها في السباق، أراه دليلاً صادقاً على حجم ما يشعرون به من ثقة في شعب وحكومة دولة الإمارات، كما يؤكد كم هم محبون للصداقة والحياة.
تشديد أمني
وأضاف: قبل أيام من إقامة السباق جلسنا مع المنظمين هنا في نيويورك، وعلمنا منهم حجم التدقيق والتشديد الأمني من أجل سلامة الجميع، وكان من بين قراراتنا تغيير مسار السباق بهذه الصورة التي ضاعفت من درجة المنافسة فيه مع الاطمئنان إلى سير الأمور في طريقها الصحيح.
ونحمد الله أن كل شيء مر بسلام وتحقق للسباق أكثر مما تأملنا، واستثماراً لهذا النجاح وما يتطلبه من استراتيجيات جديدة أطالب المسؤولين في جميع القنوات الرياضية بالعمل من الآن على نقل السباق على الهواء مباشرة في الأعوام المقبلة، حتى يشعر كل إماراتي ومقيم على أرضها وكل عربي بما يحققه هذا السباق من مكاسب لنا.
وفي ختام تصريحاته أوضح محمد العامري أن مفاجآت اللجنة المحلية المنظمة لن تتوقف، وهناك الجديد الكثير الذي سنعلن عنه خلال الفترات المقبلة بعد دراسة كل الأمور المتعلقة بالدورة التاسعة.
عمليات إغاثة
فريق عمل المتطوعين من مؤسسة «تكاتف» حضر إلى نيويورك بعد مساهمته في إغاثة المتضررين من إعصار ساندي. وقالت لوجان مراد، إحدى المتطوعات إن الفريق شارك في عمليات الإغاثة خمسة أيام قبل المجيء إلى نيويورك للمشاركة في إنجاح السباق.
وأضافت أن دورهم كان تقديم معلومات كافية للأجانب عن دولة الإمارات وتجاذب أطراف الحديث مع العدائين والسياح وتقديم الإجابات عن أي أسئلة.
وأعربت لوجان عن سعادتها بالحضور في السباق للمرة الأولى وإعجابها بطريقة التنظيم الرائعة والأجواء الرياضية في سباق يقام من أجل أهداف خيرية، خصوصاً أنه يحمل اسم الشيخ زايد ويقام خارج المنطقة العربية متمنية أن تعيد الكرة وتحضر بشكل سنوي في الحدث.
وأوضحت أنهم تعمدوا ارتداء الأزياء التقليدية لدولة الإمارات وهو ما جعلهم محط أنظار الجميع، حيث حرص الأميركيون على الذهاب إليهم والتقاط الصور معهم.
أما علياء كلداري، إحدى المتطوعات، وهي طبيبة عامة فقالت: «شرف كبير لي أن أحضر في ماراثون زايد الخيري»، لتكون سفيرة للدولة، لهذا حضرن بالأزياء التقليدية تأكيداً لاعتزازهم بالهوية الإماراتية، وهو ما لاقى استحساناً كبيراً لدى الأميركيين والأجانب.
البطل الأولمبي
احتشد جمهور غفير بعد نهاية السباق حول المتسابق الأميركي من أصل أريتري ميب كيفليزغي، للتصوير معه والحصول على توقيعه، وسبق لميب تمثيل الولايات المتحدة في ثلاث دورات أولمبية وحصل على فضية في أولمبياد سيدني، وكانت أول ميدالية أولمبية تحصل عليها الولايات المتحدة في الماراثون منذ عام 1976.
مشاركة
أريام وجويل صداقة ممتدة حتى نيويورك
في مبادرة طيبة حضرت السباق المروجة الإعلانية جويل ماردينيان من تليفزيون mbc المعروفة بالترويج لمنتجات تجميل «ماكس فاكتور»، وهي صديقة للمطربة أريام، ولذلك فرحت بقدومها وكانت بصحبتها طوال الوقت.
وقد أعربت جويل عن سعادتها بالحضور وأشادت بالتنظيم الجميل للسباق وبفكرته الإنسانية والإقبال الكبير عليه، وقالت إنها جاءت لتصوير برنامج إعلاني، لكنها أرجأت التصوير يوماً لكي تحضر السباق برفقة صديقتها أريام.
خيمة
مشاركة إيجابية لمركز البحوث والدراسات
استقطبت خيمة مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، العديد من الزوار في حديقة سنترال بارك، حيث قامت بتوزيع العديد من الهدايا التذكارية، بالإضافة إلى الكتب والمطبوعات التي تسجل مآثر المغفور له بإذن الله الشيخ زايد، وكانت المشاركة إيجابية وحققت مردوداً طيباً عند الجميع، لاسيما وأنها كانت المشاركة الأولى في الحدث.
الجدير بالذكر أن المركز شارك في السباق من خلال عدائين هما عمر العبدولي ومحمد الكعبي، أما الوفد بوجه عام فقد كان على رأسه المدير العام جمال سند السويدي، ومعه جاسم الحوسني نائب المدير العام، ومحمد سليمان مدير الشؤون الدولية، وحسين الهرمودي مدير العلاقات العامة، وعائشة الحمادي مديرة التقنية والموقع المركزي، وعبدالله البلوشي سكرتير المدير العام.
وكعادته بذل فتح الله عبد الله، عضو اللجنة المنظمة المدير الإداري للبعثة، جهداً مشكوراً في تسهيل مهمة كل المشاركين والإعلاميين.