وجه نجم الهلال والمنتخب السعودي سابقا سامي الجابر انتقادات لاذعة للاعبين، الذين يستخدمون وسائل الاتصال الحديثة وشبكات التواصل الاجتماعي قبل المباريات وقال إن استخدام اللاعبين للتكنولوجيا يجب أن يكون مقننا ويخضع لشروط لأنها تشتت تركيزهم.
كما أعرب عن حلمه بقيادة منتخب بلاده يوما ما إلى نهائيات كأس العالم بعد أن قاده لاعبا في 4 دورات سابقة، مشيرا إلى أنه التحق بفريق أوكسير الفرنسي من أجل الاستعداد لخوض تجربة التدريب بعد نجاح مسيرته الكروية.
تصريحات
جاءت تصريحات سامي الجابر في ختام اليوم الثاني لفعاليات ورشة عمل اللاعبين المحترفين، التي نظمتها لجنة دوري المحترفين بالتعاون مع مجلس أبوظبي الرياضي، ومجلس دبي الرياضي، والاتحادين الدولي والآسيوي لكرة القدم، والاتحاد الدولي للاعبين المحترفين، بنادي شرطة دبي أمس، بحضور الدكتور أحمد سعد الشريف أمين عام مجلس دبي الرياضي ومديري فرق أندية دبي والإمارات الشمالية ولاعبيها.
وتناول سامي الجابر في محاضرته، التي جاءت تحت عنوان "حقوق وواجبات اللاعب المحترف" وشاركه فيها الايطالي فابيو كانافارو تجربته مع الهلال ومع المنتخب السعودي ومسيرته الاحترافية في الدوري الانجليزي وحتى التدريبية التي يخوضها حاليا مع فريق أوكسير الفرنسي.
وأوضح النجم السعودي أن الحلم له دور كبير في تنشئة اللاعب وقال أن اللاعب لا يمكن أن ينجح بدون إرادة وبدون حلم والنظر إلى المستقبل بتفاؤل.
وانطلق سامي الجابر في الحديث عن دور الحلم في بناء شخصية اللاعب من تجربة ذاتية عاشها عندما كان يلعب بالبيت ويتعرّض للتوبيخ من طرف والده لأنه قام بتكسير زجاج المنزل بالكرة وقال أنه كان يقضي بين 4 أو 5 ساعات في اللعب في الحواري قبل الانتقال للهلال السعودي.
وشدد الجابر على الدور الكبير، الذي تلعبه كرة القدم في السعودية وقال إن 67 % من السعوديين هم بين 12 و30 عاما وتعتبر كرة القدم هي المتنفس الوحيد لهم لذلك تشهد المباريات حضورا جماهيريا لافتا يصل إلى 60 ألف متفرج في المباراة الواحدة.
وأشار الجابر أن الاحتراف تم اعتماده في الكرة السعودية في 1993 وأن اللاعبين الهواة قبل ذلك كانوا يطبقون قواعد الاحتراف أكثر من المحترفين أنفسهم.
وأكد النجم السعودي أن التاريخ لا يحفظ كم جمع اللاعب من أموال بل عدد الألقاب، التي حصل عليها وقال في هذا السياق: الشيء الوحيد، الذي أتحدث فيه مع أبنائي عن كرة القدم انجازاتي فقط بدءا من تجربتي مع ويلفرهامبتون الانجليزي إلى الغرافة القطري ومشاركتي 4 مرات في كأس العالم و24 لقبا في الدوري السعودي مع الهلال.
وأشار الجابر إلى أن الاحتراف الخارجي أمر مهم للاعبينا في المنطقة العربية وقال ان ما تعلمه مع فريق ويلفرهامبتون في موسم واحد يعادل ما تعلمه في الدوري السعودي في 10 مواسم.
فكرة الاحتراف
تحدث سامي الجابر عن احترافه في الدوري الانجليزي مع فريق ويلفرهامبتون وقال ان الفكرة نشأت لديه عندما لعب مع المنتخب السعودي مباراة ودية ضد نظيره الانجليزي على ملعب ويمبلي في 1998 انتهت بالتعادل السلبي وعندما واجه لاعبين كبار من ديفيد بيكهام وغاري نيفيل اكتشف أنه ليس هناك فرقا كبيرا بينه وبينهما وتساءل لماذا لا ينتقل للعب بالدوري الانجليزي وقبل عرض ويلفرهامبتون رغم أنه كان اقل بكثير من العرض، الذي قدمه له الهلال للتجديد معه.
تضحيات
شدد سامي الجابر على ضرورة تقديم اللاعب تضحيات وتنازلات عديدة من أجل النجاح في مسيرته الكروية، كما شدد على التحلي بالانضباط واستعرض هنا تجربة فابيو كانافارو، التي استمرت 36 عاما بالريتم نفسه، وقال انه مثال يحتذى به في كرة القدم.
وقال الجابر انه من خلال تجربته مع أوكسير الفرنسي لاحظ عدم وجود فوارق كبيرة بين لاعبي الدوري السعودي واللاعبين الفرنسيين سواء كانوا من أصول فرنسية أو افريقية إلا على مستوى طريقة التفكير والثقة بالنفس وأضاف قائلا: لا تحتاج أن تكون فرنسيا أو ايطاليا أو برازيليا لتثبت نفسك في أقوى البطولات.
وفي سياق حديثه عن مشكلات الكرة الخليجية أكد النجم السعودي أن الاحتكاك بالكرة الأوروبية جعله يكتشف أن أساليب التدريب المعتمدة في المنطقة الخليجية خاطئة 100 % وقال ان اللاعب لا يتحمل جرعات إضافية من التدريب لكنه في المقابل يجب أن يعوّض ذلك من خلال الغذاء الصحي والنوم لمدة كافية.
وأضاف قائلا : عندما انتقلت لفريق ويلفرهامبتون منحني مدرب اللياقة أقل وزن في رفع الحديد لكني لم أستطع رفعه فتم تحويلي إلى فريق تحت 18 عاما لأتدرج في تدريبات اللياقة.
وتابع: في مونديال 2006 كان كانافارو مدافعا قصيرا لكنه كان يقفز بشكل رائع من وضع ثبات وأعتقد أن ذلك لم يكن مصادفة بل نتيجة لعمل كبير قام به وطور ضعفه إلى نقطة قوة ونحن بدورنا يجب أن نفكر بأسلوب احترافي.
قصة
تحدث الجابر عن قصة طريفة صادفته في حياته عندما كان يقضي إجازته بمدينة ميامي الأميركية في 1996 وقال: كنت جالسا قريبا من شرفةالمنزل وكانت الساعة السادسة صباحا حين شاهدت شخصا يركض على الشاطئ واتضح لي فيما بعد أنه المدافع الايطالي باولو مالديني فنزلت وتحدثت معه،وظلت هذه الحادثة عالقة بذهني، وكشفت لي عن مواصفات اللاعب المحترف الحقيقي، الذي يركض فجراويخوض مباراة عند الظهر.
كانافارو: تعاقد الأهلي مع ميسي لا يضمن له الفوز باللقب
أكد نجم المنتخب الإيطالي سابقا فابيو كانافارو أن اللاعب الناشئ، الذي لايزال في بداية الطريق يجب أن يلاحق أحلامه لصعود القمة. مؤكدا أن انضمام ميسي إلى الأهلي لا يضمن له الفوز باللقب لان الأهلي فريق متكامل وليس لاعبا واحدا.
وقال: عندما انتقل مارادونا إلى نابولي كنت ملتقط كرة بالفريق لكن أحلامي كانت كبيرة لذلك أقول الآن أنه عندما تكون لاعبا صغيرا يجب أن تلاحق أحلامك، كنت أدرك أني لا أستطيع أن أكون مثل مارادونا لكني أستطيع أن ألعب إلى جانبه، والاحتراف ليس فقط في الملعب بل نسبة كبيرة منه خارجه ففي المنزل مثلا اللاعب يجهّز جسده للتدريب وللمباريات.
وأضاف: عندما بدأت قال الناس أني لاعب جيد، لكن قامتي قصيرة، كانت هذه مشكلة بالنسبة لي ولكن شيئا فشيئا تجاوزتها وتمكنت من اللعب في فرق كبيرة مثل نابولي ويوفنتوس وريال مدريد، وفي الحقيقة تاريخي كلاعب ليس مثلما حلمت به، حيث كنت أحلم أن أكون مهاجما لأن كل اللاعبين كانوا يحلمون مثلي لكن لم تكن لدي مهارات المهاجم فاخترت الدفاع.
مدافع جيد
وتابع : كنا نفكر في ايطاليا أنه يجب أن يكون لديك مهاجم كبير لتتمكن من بيع التذاكر ثم تغيرت وأصبحت الفرق تفكر في ايجاد مدافع جيد للفوز في المباريات وبذلك غيرنا النظرة القديمة لكرة القدم في الكالشيو.
وتوجه كانافارو للاعبين قائلا: في هذا السن لديكم فرصة كبيرة للتحسن، نحتاج الآن أن نطور الأطفال، وأعتقد أن الأمور تسير بشكل جيد في الإمارات وفي الأهلي مثلا لدينا أكاديمية رائعة يمكن أن تسهم في ذلك. وتابع: هل تعتقدون أن انضمام ميسي إلى الأهلي يقوده إلى منصات التتويج بالبطولات، هذا ليس كافيا لأن الأهلي فريق متكامل ليس لاعبا واحدا.
تطوير
وتحدث اللاعب الإيطالي عن تجربته في الأهلي وقال إنه خاض عددا من المباريات في درجة حرارة وصلت 42 درجة، مشيرا إلى ضرورة تطوير ظروف اللاعب والإدارة، التي تتخذ القرارات. وقال: عندما أتيت إلى دبي منذ 3 سنوات كان الجزيرة أفضل فريق في الدوري .
الآن هناك الأهلي والعين و5 أندية أخرى على مستوى عال، وإذا أردنا تطوير كرة الإمارات يجب تطوير العمل في كل الأندية، و يجب أن نعمل مع الأطفال وأعتقد أن اللاعبين يرغبون في الأفضل لكن الحرارة تجعل الأمر مستحيلا.
وأضاف: المشكلة تكمن في جودة التدريب ففي يوفنتوس مثلا كنا نتدرب على فترتين وكل فترة تستغرق ساعة ونصف الساعة و يكون التدريب مشابها للمباريات. وأشار اللاعب الايطالي إلى ضرورة زيادة جرعات التدريب يوما بعد يوم وقال :اللاعبون مثل السيارة إذا استعملتها بشكل جيد يمكن أن تستمر معك فترة أطول.
حسن محمد: اكتشفت أشياء مهمة
أكد مهاجم النصر حسن محمد أن مواكبته أشغال الملتقى مكنته من اكتشاف مسائل بسيطة لكنها مهمة في حياة اللاعب المحترف وقال انه سيسعى لتطبيقها في المستقبل.
وأشاد حسن محمد بالملتقى ودوره في تثقيف اللاعبين وقال: أعتقد أن اللاعب المحترف يجب أن يستثمر تجارب الآخرين ويتعلم منها ويحاول أن يرتقي بأدائه من خلال سلوكه داخل الملعب وخارجه.
سميث: الملتقى يهدف إلى زيادة وعي اللاعبين
ألقى كولن سميث المدير التنفيذي للجنة دوري المحترفين كلمة افتتاحية رحب من خلالها بالحضور، مقدماً الشكر والتقدير إلى كل من ساهم في تنظيم هذه الورشة التي أقيمت على مدار يومين والتي تقف على أمور هامة يأتي في مقدمتها مستقبل اللاعبين وزيادة الوعي لديهم حول حقوقهم والواجبات المترتبة عليهم، إضافة إلى قضية التلاعب بنتائج المباريات.
وشدد كولن في كلمته على أهمية وضرورة تفعيل النقاش بين الحاضرين والمحاضرين لما له من فائدة تعود على جميع اللاعبين، وخصوصاً أولئك المطالبين بالوصول إلى المعنى الحقيقي للاحتراف.
واستعرض كايتا سوجيهارا رئيس برنامج التطوير في الاتحاد الآسيوي، الجوانب الهامة التي يتبعها برنامج التطوير الآسيوي، سواء بالنسبة للاعب أو النادي، مؤكداً أنه ومن خلال الرؤية يمكن تحسين الإدارة الرياضية في الدوري المحلي والأندية وبرامج التسويق وتلك المتعلقة بإدارة الأحداث والفعاليات.
راشد مال الله: الاحتراف سلوك
أوضح مدافع النصر راشد مال الله أن الاحتراف سلوك بدرجة أولى، مؤكدا أن اللاعب يجب أن يطبق ما ورد في الملتقى ليضمن نجاح مسيرته الاحترافية.
وقال مال الله: عندما تستمع لتجارب لاعبين كبار أمثال كانافارو وسامي الجابر فإنك تسعى للاقتداء بهما ومحاولة الارتقاء بمستواك من خلال الاستفادة من هذه التجارب الاحترافية.
وتمنى مال الله أن يستمر الملتقى في السنوات المقبلة وإتاحة الفرصة لعدد أكبر من اللاعبين للمشاركة في أشغاله.
خالد عبيد: إقرار إلزامية حضور اللاعبين
أكد مدير فريق النصر خالد عبيد أن المسائل، التي تطرقت لها أشغال الورشة مهمة للاعبين المحترفين، وقال ان التقيد بها وتنفيذها من شأنه أن يسهم في صناعة النجوم.
وعاب خالد عبيد على اللاعبين تغيبهم عن الورشة وعدم حضورهم بشكل مكثف رغم أن الملتقى يهدف لتوعيتهم حول مسائل دقيقة تهم حياتهم الاحترافية وطالب من الأندية أن تعتمد إلزامية الحضور وتشجع لاعبيها على المشاركة.
الكعبي: الملتقى يطور عقلية اللاعبين
صرّح مدير فريق دبي خالد الكعبي أن فعاليات الملتقى تنير مستقبل اللاعبين وتساعدهم على اتخاذ القرارات الصحيحة.
وقال الكعبي: يجب على اللاعب المحترف أن يدرك ما له من حقوق وما عليه من واجبات واعتقد أن مثل هذه الورشات، التي يشارك فيها شخصيات بارزة من الاتحادات الدولية والقارية والمحلية أفضل فرصة للاعبينا للتعرّف على تجارب جديرة بالمتابعة للاعبين كبار أمثال كانافارو وسامي الجابر.