أكد أحمد النعيمي نائب رئيس اتحاد الكرة في البحرين في تصريح خاص لـ"البيان الرياضي" صباح أمس أن الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس اتحاد الكرة الآسيوي سيتوجه من ماليزيا إلى مدينة أبوظبي مباشرة خلال الساعات المقبلة، من أجل لقاء سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان الرئيس الفخري لاتحاد الكرة، ويوسف السركال رئيس اتحاد الكرة من أجل التأكيد على عمق العلاقة بين الطرفين وأن الانتخابات الآسيوية مرحلة وانتهت.
وأشار العديد من الخبراء أن يوسف السركال دفع ثمن صداقته لمحمد بن همام الرئيس السابق للاتحاد الآسيوي غاليا، من خلال رفض الأغلبية له، وبالتالي لم يتم التصويت بشكل لائق لمرشحنا المحسوب عليه، رغم كفاءته وخبرته.
أصداء متواصلة
ولاتزال أصداء المعركة الانتخابية على مقعد رئاسة الاتحاد الآسيوي متواصلة، بعد أن شهدت مفاجأة مذهلة بفوز الشيخ سلمان بن إبراهيم بعدد 33 صوتا من الجولة الأولى مقابل 7 للتايلاندي ماكودي و6 لمرشحنا يوسف السركال، لكن الأمر الذي أحدث صدمة، هو ذلك الفارق الكبير في عدد الأصوات التي حصل عليه كل مرشح، والذي يظهر أن أمراً ما حدث في الساعات التي سبقت العملية الانتخابية في كوالالمبور.
وإذا كان فوز المرشح البحريني بالمنصب الآسيوي قد تأمّن من الجولة الأولى بعد حصوله على 33 صوتاً، فإن المستغرب هو حصول السركال على ست أصوات فقط حتى أقل بصوت من المرشح التايلندي واراوي ماتودي، مما يعني أن الصوت العربي من غرب آسيا خذل السركال.
ليلة الانتخابات
ويمكن القول إن أمورا عديدة أدت إلى هذه النتيجة، حيث انقلبت الموازين ليلة الانتخابات بشكل دراماتيكي وتسبب بيان دول الشرق وتحذيرات بلاتر وتحركات الفهد في تحويل الدفة في اليوم الأخير، حيث جاء سحب السعودية لمرشحها الدكتور حافظ المدلج لمصلحة المرشح البحريني، وليس السركال كما كان يعتقد الكثيرون، حيث ظل المدلج متواجدا في معسكر السركال مع أن الصوت السعودي ذهب لمنافسه وهنا يمكن القول إن هناك العديد من علامات الاستفهام حول الدور السعودي .
كما أن السركال لم يقرأ جيداً نتائج انتخابات 2009، والتي حصل خلالها الشيخ سلمان آل خليفة على 21 صوتاً تم البناء عليها في الانتخابات الحالية والانطلاق نحو استقطاب 12 صوتاً جديداً ساهمت بتتويجه زعيماً جديدا للقارة الآسيوية، ولعبت أصوات دول شرق آسيا دوراً كبيراً في حسم المعركة لصالح سلمان بن إبراهيم ، وهي التي لم تخرج عن التزامها بدعمه ولعل بيان هذه الدول ليلة الانتخابات كان له تأثيره الكبير على عدد من الدول، حيث تجمعت القوى العظمى للقارة في دعمها لسلمان، والدليل أن السركال لم يحصل على أيٍ من تلك الأصوات، واكتفى بدعم الإمارات، لبنان، قطر، اليمن، إيران وتركمانستان.
جهود الفهد
وعند الحديث عن الانتخابات، فمن الطبيعي أن نتطرق إلى الجهود التي بذلها الكويتي الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي من أجل دعم الشيخ سلمان، وهو أمر ليس بالسر حيث سبق وأعلن وقوفه "جهراً" قبل أربع سنوات بوجه التيار الذي يمثلّه محمد بن همام، ونجح هذه المرة في تسديد ضربة قاضية للقطري ولمرشحنا، الذي لم يفطن لقوة الفهد وتأثيره الانتخابي بشكل جيد.
وكان السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم ( وخصم بن همام)، لاعباً أساسياً في الانتخابات، وشكّل حضوره ورقة ضغط ، كما أن تحذيراته لقطر بعدم تدخل بن همام، جاءت مقرونة بتهديدات طالت إقامة مونديال 2022 في قطر، ففضلّت الأخيرة التضحية برجُلها على كأس العالم، الأمر الذي يمكن استشرافه من تصريح بن همام عقب انتهاء المعركة الانتخابية والذي قال فيه "البقية في حياتك يا آسيا".
تحرك متأخر
وهناك نقطة أخرى محلية تتعلق بالسركال وحملته، حيث جاء التحرك المتأخر لحملته الانتخابية، ورغم إصراره على الترشح منذ فترة ليست بالقليلة، إلا أنه تحرك في زياراته للاتحادات القارية بشكل متأخر من جانب، وكان لكثرة التصريحات الصحفية تأثير سلبي على حملته، كما انه لم يوفق في اختيار أعضاء الحملة، حيث أشرك عناصر بلا خبرة وعناصر أخرى لها حسابات ومواقف مع عدد من أطراف العملية الانتخابية، كما أن مرشحنا دفع ثمن نزاهته ولكونه عفيف اليد واللسان.
رئيس الاتحاد الآسيوي يؤكد العدالة في توزيع الأموال على الاتحادات
أدار الشيخ سلمان بن إبراهيم أول اجتماع كونغرس للاتحاد الآسيوي لكرة القدم صباح أمس في كوالالمبور بعد أن اختير رئيساً للاتحاد وحضر الاجتماع بلاتر رئيس "فيفا"، وأكد أهمية توحيد الصف الآسيوي في الفترة المقبلة، وأهمية الاهتمام بالمراحل السنية المبكرة.
وشدد على ضرورة تطبيق العدالة في توزيع الأموال على الاتحادات الآسيوية، وأشار إلى الاهتمام بشكل أكبر بكرة القدم النسائية.
شفافية
وأكد بلاتر في كلمته شفافية سير العملية الانتخابية ، وأشار إلى أهمية أن تكون آسيا متحدة، وشدد على مشكلتين تعاني منهما اللعبة في العالم وهما التمييز والعنصرية بجانب التلاعب بنتائج المباريات مؤكدا ضرورة وضع حل لهما وكشف رئيس لجنة التسويق في الاتحاد الأسيوي أن دخل الاتحاد سيزيد الى 658 مليون دولار خلال السنوات المقبلة.
دعم
وتحدث الشيخ احمد الفهد 3 مرات خلال الجلسة، طالب بلاتر بدعم الدول الآسيوية الفقيرة مثل سيرلانكا وطاجيكستان وقيرقستان ، وكأنه يريد رد الدين لهم، ثم طالب بدعم دول الكونكاف من قبل "فيفا"، ووقف أمام مقترح باكستاني بمنح رئيس الآسيوية مقعد نائب رئيس الاتحاد الدولي، وقال له اسحب مقترحك لا نريد الفرقة لآسيا في إشارة الى مقعد الأمير علي بن الحسين. وقال له بحدة: لو لم تسحب مقترحك سنصوت برفضه، وأصر ممثل باكستان على المقترح وقوبل بالرفض من 35 عضوا.
البوسعيدي : مفاتيح توحيد آسيا في يد الرئيس
أكد رئيس الاتحاد العماني لكرة القدم خالد البوسعيدي أن مفاتيح توحيد آسيا باتت بين يدي الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ، وأبدى ثقته الكاملة في قدرة رئيس الاتحاد على تحقيق شعاره الانتخابي وهو التغيير والعمل على توحيد آسيا.
واعتبر البوسعيدي أن فوز الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة برئاسة الاتحاد الآسيوي وعضوية المكتب التنفيذي لم تأت بالصدفة أو من فراغ، وإنما جاء بعد عمل دؤوب بدأه الشيخ سلمان بن إبراهيم وفريقه في عام 2009 عندما خاض انتخابات عضوية المكتب التنفيذي مع القطري محمد بن همام.
وبين البوسعيدي أن الشيح سلمان انطلق وبدأ العمل من نقطة النهاية في 2009 وذلك ما أدى لفوزه بهذا الاكتساح وبهذه الأصوات مبيناً بأن الفارق كان كبيراً ولم يتوقعه أحد ولكنه في ذات الوقت يُعد دافعا للشيخ سلمان من أجل العمل الجاد في الاتحاد الآسيوي.
سالم سعيد: تكريمي دافع معنوي للأجيال لجديدة
اعرب المحاضر الدولي سالم سعيد عن سعادته البالغة بتكريم الاتحاد الاسيوي له بمنحه النجمة الذهبية الاسيوية تقديرا لخدماته لاكثر من 30 عاما في خدمة كرة القدم، وقال هذا وسام على صدري ان اكرم من قبل رئيس الاتحاد الدولي جوزيف بلاتر ورئيس الاتحاد الاسيوي الشيخ سلمان بن ابراهيم، واعتبر ذلك دافعا معنويا كبيرا للاجيال الجديدة المطالبة بالعمل والاجتهاد لرفعة شأن وطنها.
وقال سالم سعيد عقب الانتهاء من تكريمه في العاصمة الماليزية كوالالمبور على هامش الجمعية العمومية العادية ان هذا التقدير والتكريم يتوج جهده كلاعب وحكم ومحاضر ومقيم لحكام على مدى السنوات الطويلة التى عمل فيها، وقال هذا تكريم لأسرتي التى عانت سنوات طويلة من غربتي مع الكرة وتحمل افرادها عبئا كبيرا في غيابي ومهما قلت لن افيهم حقهم ولذلك اهديهم هذا التكريم تقديرا لوقوفهم بجواري ودعمهم لخطواتي.
واشار سالم سعيد ان مثل هذا التكريم يحفز الاجيال الجديدة على العطاء وبذل اقصى جهد، لأنه في نهاية المشوار سيجد من يكرمه ويقول لله شكرا.
دروس مستفادة
انتهى الصراع الانتخابي بخيره وشره، ولكن يجب الاستفادة من دروسه جيدا، من خلال تشكيل لجنة من كبار الشخصيات الرياضية المؤثرة دوليا وقاريا تدعم وتساند أي مرشح للمناصب الدولية والقارية، وضرورة إعداد وتهيئة كوادر إدارية شابة وتهيئتهم بشكل جيد من أجل تبوؤ المناصب القارية والدولية مستقبلا.