قليلة هي الدروس ذات الطبيعة الاستثنائية التي تفرزها مباريات كرة القدم، سواء هنا في الإمارات أو في غيرها من دول العالم، ولكن مثل هذه الدروس على قلتها، تظهر كالبدر في الليلة الظلماء، كما حدث في مباراة الشباب مع ضيفه الجزيرة الاثنين الماضي في الجولة 21 لدوري المحترفين، حيث تمكن (المعلمان البرازيليان) هنريكي وسياو محترفا الجوارح الخضر من إلحاق الهزيمة الساحقة ليس بالضيوف فحسب، بل بآفة الأنانية عندما تعاونا بطريقة مثالية في الدقيقة 69 على تسجيل الهدف الثالث لفريقهما الشباب في شباك الجزيرة بطريقة ملهمة.
الفصل الأول
وبدأت تفاصيل قصة هزيمة الأنانية بفصلها الأول، هنريكي يتسلم الكرة من على مشارف منطقة الـ 18 لفريقه الأخضر، محبطا محاولة جزراوية للتعديل، ينطلق كالصاروخ، يعبر ملعب فريقه باقتدار، يتوغل في ساحة المنافس ببراعة، يقترب بسلاسة من مواجهة علي خصيف حارس مرمى الجزيرة، يقطع أكثر من 70 مترا، يلحظ بسرعة البرق زميله ومواطنه سياو إلى يمينه، يهديه الكرة على طبق ليس من ذهب فحسب، بل من ماس، ولسان حاله يقول: اذهب يا عزيزي وسجل الهدف الثالث لفريقنا الأخضر.
الفصل الثاني
وفي الفصل الثاني، هنريكي وسياو معا، يرقصان (السامبا) على انغام معانقة الكرة الشباك الجزراوية احتفاء بهدف قد يكون هو الأجمل، الأحلى، الأروع، الأكثر دلالة من بين كل أهداف الجولة 21 لدوري المحترفين، هدف صُنع من رحيق روح التعاون واللعب بنسق الفريق الواحد، هدف سدد بكل الأساليب البارعة، سهام، رماح، سيوف الحزم إلى آفة الأنانية التي غالبا ما تقتل أحلام فرق، منتخبات، في بطولات كبرى.
العقل والذوق
وإذا كان المنطق في كرة القدم يقول: أن الهدف قد تم تسجيله باسم سياو، فإن العقل والذوق يقولان: أن الهدف الثالث للشباب في شباك الجزيرة، قد تم تسجيله باسم هنريكي، ولو سألنا سياو نفسه عن الصاحب الحقيقي للهدف الثالث، لأجاب بدون تردد، أنه هنريكي، لا شك إنها إجابة مفترضة تلخص حقيقة أن اللاعبين معا نجحا وبشجاعة فائقة في قتل الأنانية، ففازا معا بجوهر اللعب بروح الفريق الواحد لمصلحة فريقهما الأخضر.