العنصرية مرض فتاك تغلغل في أنواع الرياضة بلا استثناء، وتسبب في تعطيل مشوار عدد من الرياضيين من الجنسين لمجرد اختلاف الألوان والسحن، وأحياناً يكون الاختلاف عرقياً أو دينياً، وتختلف حدة الهجمة العنصرية علي الرياضة باختلاف الجنسيات ومدى الهوس الذي ينتابها خلال المنافسات والمسابقات الرياضية.
ولم تسلم كرة القدم، اللعبة الشعبية الأولى في العالم، من هذا المرض الخبيث، منذ انتشارها بشكلها الحديث الذي نعهده جميعاً، وبما أن الملاعب الإنجليزية تعتبر مهد الكرة الحديثة فمن الأجدر أن نبدأ بها، حيث كانت تعتبر ملاذاً آمناً من مرض العنصرية وملاعبها مفتوحة للاعبين من جميع الألوان والأعراق والجنسيات، لكن المرض بدأ يتفشى في ملاعبها بقوة وعنف، وعندما بدأت المأساة كانت بدايتها على مستوى اللعبة في مهدها الأول، ومن أشهر لاعبيها، وكابتن منتخبها جون تيري، لتنتشر بين بقية اللاعبين.
وتسلل المرض من إنجلترا إلى بقية دول أوروبا ذات السمعة الكروية: ألمانيا واسبانيا وإيطاليا وفرنسا، بل تحول إلى هوس يهدد اللعبة الشعبية الأولى، والتي أصبحت عبارة عن غول اقتصادي تعول عليه بعض هذه الدول في تعديل واقعها المادي المتدهور.
وهنا كان لابد من التدخل بقوة، فتم استحداث شبكة أطلق عليها اسم كرة القدم ضد العنصرية في أوروبا، ويشار إليها عادة بكلمة مختصرة «فير»، مكونة من الأحرف الأولى من كل الكلمة «بالإنجليزية» و مركزها فيينا النمساوية، وذلك في فبراير 1999، وذلك بعد اجتماع شمل مجموعات دعم الكرة، اتحادات لاعبي كرة القدم واتحادات الكرة.
ووضعت «فير» شعاراً لدحض العنصرية والتفرقة في ملاعب الكرة، وحصلت الشبكة على دعم الاتحاد الأوروبي لكرة القدم «يويفا» والاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، ومن هنا حتى تبلغ هذه المؤسسة سن الرشد، بما يجعلها تنجح حقيقة في محاربة العنصرية في كرة القدم، نقوم نحن بجولة في أشهر حوادث العنصرية من ملاعب العالم.
جون تيري
في أكتوبر 2011، ومن أشهر قضايا العنصرية في الملاعب البريطانية، تلك التي وقعت خلال المباراة بين تشلسي وكوينزبارك، عندما تعرض أنطون فيردناند شقيق ريو فيردناند مدافع مانشستر يونايتد لاعب كوينزبارك للإساءة العنصرية من جون تيري، وسبب شهرة القضية أن تيري هو قائد المنتخب الإنجليزي، وأنكر تيري التهم، وفي الأول من نوفمبر أعلنت شرطة متيروبوليتان فتح تحقيق رسمي.
وفي يناير 2012 تلقى فيردناند تهديداً بالقتل ومعه كالعادة رصاصة مرسلة بالبريد، وفي الأول من فبراير 2012 وجهت محكمة وست منستر تهمة الإخلال بالأمن والإساءة العنصرية، وأخيراً اضطر جون تيري إلى إعلان استقالته من المشاركة الدولية مع المنتخب الإنجليزي، على الرغم من أن المحكمة برأته من تهمة الإساءة العنصرية.
رون أنكينسون
أبريل 2004: قدم رون أنكينسون استقالته من قناة «آي تي في»، عندما بثت القناة من دون قصد عبارات عنصرية قالها على الهواء في حق لاعب تشلسي الأسود مارسيل ديسائي، وعنه قال:«ديسائي يعرف في بعض المدارس بأنه زنجي غليظ وكسول. كذلك ترك عمله ككاتب عمود في صحيفة الغارديان البريطانية الشهيرة.
لويس سواريز
وجه لويس سواريز مهاجم ليفربول عبارات عنصرية مسيئة ضد بياتريس ايفرا مدافع فريق مانشستر يونايتد الأسمر، وهو فرنسي وأسود اللون، وأسوأ ما في قصة سواريز أنه عندما صدر الحكم بإيقافه، ارتدى زملائه في فريق ليفربول العريق فانيلات عليها عبارات المساندة لزميلهم الموقوف، والذي أطلق على إيفرا اسم «نيغرو» وتعني «العبد الأسود».
إيمري بيلوزوغلو
يناير 2007: وجه اتحاد الكرة الإنجليزي تهمة الإساءة العنصرية لإيمري بيلوزوغلو لاعب نيوكاسل ضد جيمي تراوري لاعب ليفربول، ثم اتهم بالمزيد من الإساءات العنصرية ضد الحاجي ضيوف لاعب فيرق بولتون.
بول كانوفيل
خلال حقبة الثمانينات اتخذت العنصرية اتجاهاً قوياً في كرة القدم الإنجليزية، ومن الأمثلة لذلك في تلك الحقبة أن اللاعب بول كانوفيل تعرض لإهانات عنصرية من قبل جمهوره هو عندما كان يقوم بالتسخين لأول مشاركة له مع تشلسي، وحدث الشيء نفسه مع غاريت كروك خلال حقبته مع فريق سبيرز، وسيريل ريغيس الذي واجهه جمهور نيوكاسل بأغنيات تحمل معنى القرود، كذلك أرسل له مجهول «رصاصة» في رسالة بالبريد عند اختياره لتمثيل المنتخب الإنجليزي.
أحمد حسام «ميدو»
في نوفمبر 2008: تعرض اللاعب المصري أحمد حسام، الشهير بميدو، لإهانات عنصرية ضد الإسلام من مجموعة قليلة من جماهير فريق نيوكاسل، وهو أمر تكرر عام 2007 من قبل جماهير ساوثهامبتون ووستهام، عندما وصفوا ميدو بلفظ «شوبومبر» في إشارة إلى الشبه الكبير بينه ورتشارد ريد الإرهابي البريطاني المسجون منذ 2003.
أمثلة لعنصرية في إنجلترا
12 مارس 2012: تركزت كاميرا قناة سكاي سبورت على أحد مشجعي فريق آرسنال وهو يتفوه بجمل عنصرية ضد شيخ تيوت لاعب فريق نيوكاسل.
رد الفعل: تم اعتقال المشجع بتهمة توجيه إساءات عنصرية.
20 مارس 2012: تعرض دين هاول لاعب فريق كراولي تاون لإهانة عنصرية بواسطة أحد مشجعي فريق جيلينجام.
رد الفعل: غير معروف
15 أبريل 2012: وجه رجل في الخامسة والخمسين من عمره إهانات عنصرية لديديه دروغبا خلال نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي موسم 2011 ــ 2012.
رد الفعل: يمنع المعتدي من دخول ملعب ستاتفورد بريدج مدى الحياة وثلاثة أعوام عن كرة القدم الإنجليزية.
٪ 31 أكتوبر 2012: تم القبض على مشجع فريق تشلسي وهو يقوم بحركات القرد أمام داني ويلبيك لاعب مانشستر يونايتد الأسمر.
رد الفعل: يمنع المعتدي البالغ 28 عاماً من دخول ملعب ستاتفورد بريدج وانتظار تحقيقات الشرطة.
ماريو بالوتيلي
في 9 أبريل 2009 أطلق جمهور يوفنتوس عقيدته بالأغنيات العنصرية ضد ماريو بالوتيلي لاعب الإنتر آنذاك، وهو إيطالي من أصول غانية، وكانت النتيجة الحكم على النادي بالحرمان من جمهوره مباراة واحدة على أرضه، وخلال بطولة يورو 2012 حصل لبالوتيلي الأمر نفسه عندما استقبله الجمهور بأصوات القردة في لقاء إيطاليا واسبانيا، وسمعت هذه الأغنيات حول أنحاء أوروبا كشاهد على عنصرية الأبيض على مواطني افريقيا، وتم استبدال بالوتيلي لذلك السبب.
رودخوليت
علاوة على بالوتيلي وبرنس بواتينغ، تعرض عدد من لاعبي الكرة ذوي البشرة السمراء والسوداء للكثير من الإهانات العنصرية في الأراضي الإيطالية والهولندية، الفذ رودخوليت واحد منهم، وذلك خلال موسم 1992 ـ 1993، هو ومواطنه آرون وينتر، وصرح كل منهم تصريحات مناهضة للعنصرية وممارساتها البغيضة داخل ملاعب الكرة، هذه التصريحات كانت السبب في صدور شعار تغنى به لاعو الدرجتين الأولى والثانية أمسية الثالث عشر من ديسمبر 1992، وقبلها كان اللاعب الإنجليزي الأسمر بول إنس قد أعلن أنه تعرض لإهانات مماثلة خلال الفترة التي أمضاها مع إنتر ميلان بين 1995 و1997.
صامويل إيتو
في فبراير 2005 عانى صامويل ايتو من أناشيد عنصرية قاسية من جمهور فريق ريال سرقسطة أمام برشلونة، وقلد الجمهور أصوات القردة كلما لمس إيتو الكرة، ثم انهالت حبات الفستق على الملعب، والقردة معروفة بعشقها له، وهدد إيتو بمغادرة الملعب في منتصف المباراة، لكنه منع من ذلك بواسطة زملائه وحكم المباراة، وأعلن زميله البرازيلي رونالدينيو، الذي سبق وأن واجه المشكلة نفسها، أنه اكتفى تماماً من تلك الممارسات.
وأنه لو غادر إيتو الملعب لغادر هو كذلك معه، وبعد فوز برشلونة 4 ــ 1 رقص إيتو أمام منصات الجمهور تماماً كما يرقص القردة، ولم يذكر كارمونا منديز حكم المباراة الواقعة في تقريره، بحجة أن سلوك الجمهور كان عادياً، وأعلن ايتو أنه لا يصطحب أطفاله معه إلى الملعب بسبب هذه الهتافات العنصرية الجارحة.
آشي كول وشون رايت فيليبس
خلال مباراة المنتخب الإنجليزي الودية في سانتياغو برنابيو في نوفمبر 2004، كان الجو مكهرباً ،و بدأالإسبان في تقليد أصوات القردة، كلما لمس الإنجليزي آشي كول ـ الأسود ـ الكرة، هو وشون رايت فيليبس، وتواصلت الأناشيد العنصرية حتى خلال عزف السلام الوطني الإنجليزي، وكانت التعليقات ان الإعلام الإنجليزي وراء هذه الحادثة المؤلمة.
اقتراح بلاتيني
قال ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في يونيو الماضي إن أي لاعب يترك الملعب في بطولة يورو 2012 اعتراضاً على إساءة عنصرية يتم معاقبته، ورغم ذلك قرر «اليويفا» تغريم اتحاد الكرة الألماني 31 ألف دولار عندما قدم جمهوره التحية الهتلرية النازية خلال مباراتهم أمام الدنمارك في أوكرانيا.
خوسيه أنطونيو ريس
صور أحد العاملين في التلفزيون الإسباني لويس أراغونيس، مدرب منخب اسبانيا، وهو يحفزاللاعب خوان أنطونيو ريس، بأمثلة عنصرية حول زميله في أرسنال تيري هنري، الفرنسي الأسمر، قائلا« برهن أنك أفضل من ذلك الأسود اللعين »، وأثارت هذه الواقعة غضباً جارفاً في الإعلام الإنجليزي الذي طالب بطرد أراغونيس .
عبدالسلام أوادو
في فبراير 2008، تعرض عبد السلام أوادو لاعب فريق فالنسيان للإساءة العنصرية من جانب جمهور فريق ميتز، وأعلن حكم المباراة أنه لم يشاهد الواقعة، ورفع البطاقة الصفراء في وجه أوادو لتحديه الجمهور، وطالب رئيس فريق فالنسيان أن تعاد المباراة أمام أطفال فريق فالنيسان وميتز.
ميلان باروش
في أبريل 2007، تم توجيه التهمة لميلان باروش لاعب فريق ليون بالإساءة لستيفان إمبيا لاعب رين عنصرياً، عندما قال إن رائحته منفرة، وفي مايو 2007 ثبتت إدانة باروش، وصدر الحكم بإبعاده ثلاث مباريات عن الدوري الفرنسي.
برينس بواتينغ
انشد الجمهور أغنيات عنصرية خلال مباراة خارج مدينة ميلان، كانت رد كيفين برينس بواتينغ لاعب وسط ميلان الأسود عنيفة، حيث ركل كرة القدم بقوة نحو المدرجات ثم، خلع قميصه وتوجه خارج ملعب مدينة بوستو أرسيزيو وتبعه زملاؤه، وألغى الحكم المباراة، وصفق مدير النادي أمبيرتو غانديني لموقف الفريق ثم أتبع ذلك بتغريدة على حسابه الخاص في «تويتر»، قال فيها: أنا «فخور جداً بلاعبي ميلان لموقفهم الداعم لمناهضة العنصرية في ملاعبنا».
جيرالد آساموا
تعرض جيرالد آساموا الألماني من أصول غانية إلى الكثير من الإساءات العنصرية، ومن ذلك التحقيق الذي تعرض له فريق هانزا روستوك في سبتمبر 2006، بسبب إساءات عنصرية في مباراة ودية، وتم تغريمه 25 ألف دولار، ثم تم استدعاء دومان وايدينفيلر حارس مرمى فريق دورتموند للتحقيق حول دعوى توجيه إساءات عنصرية لآساموا، وخاطبه بأنه «خنزير أسود».