لم ترتق مباريات الجولة 20 إلى المستوى الفني الذي يميز فرق الدوري التي باتت تبحث عن النتيجة الفعالة قبل الأداء، وهذا المنطق قد يجده الكثيرون ليس مبررا لهذا المستوى المتذبذب، باستثناء مباراتي العين ضد الشباب، والجزيرة مع الوصل.
الانتقاد الفني الذي وجهه مدربو فرق الدوري نحو برمجة مباريات الجولات المتبقية التي سببت حسب رأيهم تغييرا في استراتيجية الأداء، وتعديل برمجة تدريبات فرقهم بما يتناسب مع الفترة المقبلة من الموسم، خصوصا أن البعض منها سوف تلعب 9 مباريات في شهر واحد حسب مشاركاتها في مختلف البطولات، فهل ستظل إشكالية البرمجة ممتدة إلى الموسم المقبل؟
لا تزال توقفات الدوري تمثل هاجسا فنيا في رأي المدربين ما يؤثر في ثبات فورمة المباريات القوية للاعبين، فهذه التوقفات يراها الكثيرون ذات سلبيات فنية يجب معالجتها، فبرأيهم كأس الاتصالات لا تمثل مسابقة بتلك الأهمية التنافسية لتلك الفرق.
أسلوب الضغط
استراتيجية الضغط المتوازن بدنيا وتكتيكيا هي النقطة الفنية الأبرز في مباراتي الجزيرة مع الوصل والعين ضد الشباب، فأهداف تلك الاستراتيجية تعتمد على عدم إتاحة فرصة البناء الهجومي عند استحواذ المنافس للكرة، ومحاولات بناء الهجمات المرتدة السريعة، ثم محاولات الضغط المتقدم على دفاع المنافس أحيانا في محاولة دفعه الى ارتكاب الأخطاء.
في مباراة العين ضد الشباب كان اسلوب الضغط متكافئا ومتوازنا في جميع أرجاء الملعب بالرغم من أن العين لعب بدون محترفيه سوى اللاعب الاسترالي بورسكي المهاجم، الشباب كان الأفضل تنظيما في وسط الملعب في ظل كلاسيكية أداء العين الذي عانى من البطء وغياب عنصر المباغتة في التحول الهجومي، وهذا ما منح الأفضلية للشباب في فرض السيطرة على أغلب فترات المباراة، إلا أنه تراجع في ظل النقص العددي بعد طرد عيسى محمد.
دوافع الفوز
الهدف المبكر الذي سجله دلغادو في الدقيقة 3 في مرمى الوصل، دفع الوصل إلى تغيير استراتيجيته بتغيير إيقاع الأداء الذي لم يكن فعالا بالرغم من استحواذه على الكرة، فلم تكن هناك فاعلية بناء الهجمات، الهدف المبكر أعطى الوصل رد فعل سريعا في التحول الهجومي اثمر بتسجيل خليفة عبدالله هدفا قلما نشاهده في دورينا.
تقدم الشباب بهدف انريكه في مرمى العين في الدقيقة 48 الشوط الثاني، كان دافعا قويا للعين في أن يزيد فاعلية سرعة التحولات الهجومية واسلوب الضغط لحظة افتقاد الكرة للاعبي العين كان مؤثرا في دفاع الشباب في الوقوع في الأخطاء الفردية غير المنطقية خصوصا وأن تعادل العين جاء من ضربة جزاء تسبب فيها المدافع عيسى محمد بدون مواجهة مباشرة من الخصم، بهذا الخطأ سجل العين التعادل ثم لعب الشباب ناقصا طوال الزمن المتبقي من المباراة.
سرعة التحولات الهجومية للوصل والعين منحهما التفوق والسيطرة في البناءات الهجومية التي كانت الأفضل من منافسيهما الجزيرة والشباب، فكانت التحولات الهجومية في استغلال المساحات الخالية ما منح الفعالية في دوافع الفوز لدى الوصل في تحسين صورته أمام الجزيرة، والعين في عدم فقدانه لأي نقطة وإن كان المنافس بقوة الشباب.
ضربات الجزاء المؤثرة
لعل من أهم أخطاء المدافعين التي تسببها مهارة اللاعب المهاجم في المواجهة الفردية في منطقة الجزاء في محاولة منعه من تسجيل هدف هي الإعاقة التي تسبب ضربة الجزاء، أو منع تمريرة أو تسديدة أو احتكاك بدني مؤثر ضد المهاجم أيضا ما يسبب ضربة الجزاء، ولكن تأثير تلك الضربة في الفريق هو زمن التسجيل وتغيير مجريات المباراة.
وهذا ما حدث في مباراتي العين ضد الشباب، الجزيرة ضد الوصل، سجل العين هدف التعادل في الدقيقة 74 من الشوط الثاني بواسطة اللاعب بروسكي، فهذا التوقيت من المباراة يعتبر مؤثرا في الفريقين في البحث عن الفوز أو محاولة المحافظة عليه، وهذا ما حدث للشباب الذي حاول المحافظة على تقدمه بالارتداد الدفاعي الذي سبب أخطاء مدافعيه، والعين الذي بحث عن الفوز بقوة في ظل النقص العددي للشباب.
أما الوصل فقد سجل هدف الفوز في الدقيقة 80 من ضربة جزاء بواسطة اللاعب الفارو، وهذا الهدف نتيجة منطقية لسيطرة الوصل على مجريات الشوط الثاني بفضل الدور التكتيكي الذي لعبه إيمانا في فتح مساحات لعب بالاختراق الفردي في صناعة اللعب، وتوغلات مهارية من جوسيب فيريرا المهاجم الذي لم يجد علي سالم لمنعه وبذلك حصل الوصل على ضربة جزاء في هذا التوقيت المهم ليسجل هدف الفوز.
هدف الفوز للوحدة الذي سجله محمود خميس في مرمى دبا الفجيرة لم يكن مقنعا لما قدمه الوحدة من أداء، الا ان ضربة الجزاء كانت كافية لمنح الوحدة نقاط الفوز.
حماسية أداء اللاعبين أهم سلبيات الجولة بسبب ضغط دوافع الفرق
جاءت مباريات الظفرة مع الاتحاد، ودبي وعجمان، والأهلي أمام الشعب، والوحدة ضد دبا الفجيرة، حماسية في أداء اللاعبين حيث كانوا تحت الضغط المباشر للدوافع التي تلعب لأجلها تلك الفرق، حماسية الأداء أفقدت الكثير من مستويات الفرق لذلك كانت الأخطاء واضحة في أداء اللاعبين، حماسية الأداء في حسم نتيجة المباراة أفقدت البناءات الهجومية بفاعلية، فافتقدوا إلى التركيز الفني في ترجمة الفرص التهديفية.
بالرغم من أن رغبة الفوز كانت واضحة في أداء اللاعبين وخاصة لاعبي الظفرة الا انهم لم يظهروا فاعلية الفرص التهديفية، فاكتفوا بهدف ديوب في الشوط الثاني، الا أن مجريات المباراة أكدت ان النتيجة هي الأهم في البقاء والوصول الى منطقة الامان، فكان فوز الظفرة على الاتحاد بست نقاط.
رغبة عجمان لم تتحقق
بالرغم من أن رغبة عجمان كانت حاضرة في تقديم الصورة الفنية التي ظهر بها أمام الشباب في نصف نهائي كأس الاتصالات، الا ان تلك الرغبة اصطدمت بالاجهاد البدني امام دبي غير المستقر فنيا، ودافعية لاعبي عجمان على تأكيد أحقيتهم في بلوغ النهائي كانت كافية لأن يحسم نتيجة المباراة بالفوز وإن كان على حساب الأداء ، فكانت القدرات الفردية للاعبي عجمان الأجانب هي الفاصل في صنع الفارق أمام دبي.
لم يكن أداء الوحدة مقنعا أمام دبا الفجيرة، بما يمتلك لاعبو الوحدة من إمكانيات الا ان هناك نقطة استفهام حول ادائهم، وحماسية اداء لاعبي دبا الفجيرة كانت توقعهم في أخطاء سببت لهم تهديدات مباشرة على مرمامهم، الفوز على الكبار يحتاج إلى حنكة وخبرة والمفاجآت لا تحدث باستمرار، الوحدة فاز بأداء غير مقنع بضربة جزاء قد يراها البعض مشكوكا في صحتها الا انها حسمت نتيجة المباراة لصالح الوحدة.
الشعب والأهلي
البحث عن الفوز في سبيل البقاء فرض التهديد على فرق المقدمة وهو طموح مشروع، وكان على الاهلي أن يتعامل بذكاء في أداء لاعبيه حيث غلب الحماس على ادائهم، الشعب لم يكن بالمنافس الذي يستطيع أن يقف كثيرا أمام الاهلي، التفوق كان واضحا للاهلي في الشوط الثاني، وأثبت أنه لم يتأثر بغياب جرافيتي وكوارسيما، احمد خليل واسماعيل الحمادي كانا على قدر المسؤولية الهجومية، وفوز الاهلي بهدفين كان كافيا، لكن الأداء لم يكن مقنعا بما يمتلكه الاهلي من إمكانيات جماعية وفردية.