أكد الفريق سيف عبد الله الشعفار وكيل وزارة الداخلية، على أهمية توعية الجماهير الرياضية بالتحليّ بالأخلاق النبيلة في تشجيعها لأنديتها، جاء ذلك في كلمة ألقاها أمس في افتتاح أعمال مؤتمر أبوظبي الدولي لانضباط الملاعب ومكافحة الشغب، والذي يقام تحت رعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وينظمه اتحاد الشرطة الرياضي بمقر نادي ضباط القوات المسلحة بالعاصمة أبوظبي، بحضور إبراهيم عبد الملك الأمين العام للهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة.
واللواء حميد الهديدي قائد عام شرطة الشارقة وعدد من المسؤولين الرياضيين وضباط الداخلية، ويهدف المؤتمر إلى الحد من ظاهرة شغب الملاعب ومناقشة الوسائل والأساليب التي تؤدي إلى تكريس مفهوم التشجيع الرياضي المثالي.
التشجيع الحضاري
وأضاف الشعفار أن الواجب الوطني يحتّم علينا تكريس ثقافة التشجيع الرياضي الحضاريّ، للحدّ من ظاهرة شغب الملاعب، والارتقاء بأسلوب التعبير، بما يتناسب مع ثقافتنا وأخلاقنا الحميدة التي تؤكد عليها دائماً قيادتنا العليا في كلّ مناسبة، ويدعمون الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى تكريسها وتثبيت دعائمها. وأضاف أن مكافحة ظاهرة الشغب في الملاعب، تعدّ واجباً اجتماعياً ووطنياً، ووسيلة لحماية الناس وممتلكاتهم، وهذا الأمر لن يتحقّق بدون تعاون الجهات المعنية في المجالين الرياضي والأمني.
وقال العميد عبد الملك جاني، مدير اتحاد الشرطة الرياضي، إن تنظيم اتحاد الشرطة الرياضي لمؤتمر انضباط الملاعب ومكافحة الشغب، يأتي في إطار الجهود المبذولة لحماية الناس والممتلكات، وتعزيز ثقافة الروح الرياضية، وتكريس مفاهيم التشجيع الرياضي الحضاري.
وذلك انطلاقاً من توجيهات قيادتنا الرشيدة وحرصها على المحافظة على القيم والمبادئ النبيلة. وتابع: شهدنا في الأيام القليلة الماضية انتصاراً رائعاً لمنتخبنا الوطني في بطولة خليجي 21، عبّر خلالها جمهورنا الرياضي عن وعيه الكبير وأسلوبه الراقي في الاحتفال بالنصر.
تجربة الشارقة
وكان اللواء حميد الهديدي، قائد عام شرطة الشارقة عرض تجربة الشارقة في توعية الجمهور الرياضي بأسس التشجيع الراقي، حيث قدّم ورقة عمل بعنوان (الحملة الاسترشادية التثقيفية لمرتادي المنشآت الرياضية.. التشجيع ذوق وأخلاق) تحدّث فيها عن هذه التجربة، موضحاً أن القيادة العامة لشرطة الشارقة بالتعاون مع عدد من الجهات الراعية نظمت حملة توعوية إرشادية تحت مسمّى:
(التشجيع ذوق وأخلاق) للموسمين الرياضيين 2009-2010، 2010-2011، بغرض تثقيف مرتادي المنشآت الرياضية بأساليب التشجيع الأخلاقي البنّاء الذي يسهم في نشر الألفة والمحبة ونبذ التطرّف والتعصّب.
وأضاف: أسهمت الحملة في انخفاض نسبة المخالفات والسيطرة عليها بشكل ملحوظ، وتضمنت أنشطة الحملة عدداً من المحاضرات والإعلانات وتوزيع المطويات، واللقاءات المباشرة مع الجماهير، والتقييم قبل وبعد الحملة.
منظومة متناسقة
واستضافت الجلسة التي تحمل عنوان (التشجيع الرياضي.. انتماء وفن وأخلاق) وأدارها الإعلامي يعقوب السعدي من قناة أبوظبي الرياضية، بالإضافة إلى اللواء الهديدي كلّاً من إبراهيم عبد الملك محمد أمين عام الهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة، ومحمد ثاني مرشد الرميثي، نائب رئيس اتحاد الإمارات لكرة القدم رئيس لجنة دوري المحترفين، والدكتور أحمد سعد الشريف أمين عام مجلس دبي الرياضي.
حيث أشار إبراهيم عبد الملك محمد إلى أنّ الرياضة هي منظومة أدائية متناسقة غرضها بناء جسم وعقل سليمين وتمكين ممارسها من احترام ذاته وتهذيب سلوكه، وهي فعالية تحثّ على التنافس الشريف واللّعب النظيف البعيدين عن التشجيع غير الحضاري، وهي نشاط غايته تحقيق الاستمتاع ومرآة تعكس حضارة الأمم وثقافاتها، معتبراً أن ظاهرة شغب الملاعب غير موجودة في مجتمع الإمارات والملاعب الكروية رغم وجود حالات سلبية ضئيلة وهو ما يستدعي العمل على الوقاية منها.
دور المؤسسات
بينما تحدث الرميثي عن دور المؤسسات الرياضية في الحدّ من الشغب وضبط الملاعب، وقال: "نحن في اتحاد الإمارات لكرة القدم نعمل من موقعنا كمؤسسة منظمة ومشرفة على اللعبة الأكثر شعبية في الدولة، وهي كرة القدم، على المساهمة في تنفيذ الوثيقة الوطنية للإمارات 2021 .
والتي استهدفت في بندها الأول "الإماراتي الواثق المسؤول"، والإماراتي هو المشجع أيضاً على مدرجات ملاعب كرة القدم، ومن هذا المنطلق نتعامل مع المشجع كمسؤول لأنه هو من يعمل على إشعال الحماس في الفريق للمحافظة على فوزه عند الفوز أو دفعه لبذل المزيد من الجهد عند الخسارة".