الملاحظ في نهائيات كأس أمم أفريقيا الـ 29 ازدياد عدد المدربين الأجانب على حساب الأفارقة ، و هو تقليد دأبت المنتخبات الأفريقية على اتباعه منذ الدورات الأولى و تبقى متمسكة به رغم أن لغة الأرقام و الإنجازات تعطي للمدربين الوطنيين الأفضلية .
انجاز" المعلم " حسن شحاته
ويعتبر الإنجاز الوطني غير المسبوق و الذي يصعب تكراره هو الذي حققه المعلم حسن شحاتة مع المنتخب المصري بنيله ثلاثة ألقاب متتالية و بدليل انهم توجوا بـ 14 لقباً و كانوا متفوقين على نظرائهم الأجانب لغاية الدورة الأخيرة التي أقيمت العام المنصرم بالغابون و غينيا الأستوائية حيث عدل الكفة الفرنسي هيري رونار بعدما قاد منتخب زامبيا لأول ألقابه ، كما منيت العديد من المنتخبات الأفريقية بانتكاسات يستحيل نسيانها رغم أنها تعاقدت مع مدربين عالميين لعل أبرزها إنتكاسة المنتخب المغربي مع المدرب البلجيكي ايريك جيريتس.
و المنتخب النيجيري مع المدرب الألماني بيرتي فوغس، غير ان عوامل أخرى غير فنية تفرض في الكثير من المواقف على الاتحادات الأفريقية الاستعانة بمن يعرفون في أفريقيا السوداء بالسحرة البيض لعل أهم هذه العوامل هو قدرتهم على السيطرة على اللاعبين و فرض انضباط اكثر.
9 أجانب و 7 أفارقة
وستشهد دورة 2013 تواجد تسعة مدربين أجانب مقابل سبعة أفارقة فقط . و من أصل 16 مدربا نجد تسعة منهم يشاركون للمرة الأولى في مشوارهم التدريبي في هذه التظارهة الكروية القارية بينما سبق للستة الأخرين أن عايشوا وقائعها ، و من أصل 16 نجد مدربين فقط سبق لهما أن توجا باللقب بينما البقية ما زالت تحلم بتذوقه.
الطوسي يقود اسود المغرب
المنتخب المغربي الذي ذاق الأمرين في الأعوام الاخيرة مع المدربين الأجانب حيث كان الجميع يرشحه للمنافسة على البطولة لكن فلسفتهم الخاطئة و سوء توظيفهم للعناصر المتاحه أمامهم جعل الأسود دائما تودع المسابقة من دورها الأول منذ عام 2004 فتقرر إسناد المهمة لرشيد الطوسي الذي تمكن من تأهيل المنتخب إلى النهائيات و هو ما اعتبره الجميع في المغرب إنجازاً .
المجموعة الثانية عامرة بالاجانب بمعدل ثلاثة مقابل واحد هو مدرب المنتخب الغاني ستفيان ابياه القائد الاسبق للنجوم السوداء الذي خلف الصربي غوران ستيفانوفيتش و رغم أنه يشارك للمرة الأولى إلا أن ذلك لا يمثل هاجسا بل أن الإتحاد حدد التتويج باللقب كهدف رئيسي يجب تحقيقه بالنظر إلى مكانة اللاعبين و قيمتهم في القارة و غياب المنتخب عن منصات التتويج منذ العام 1982.
مالي تفضل المدرسة الفرنسية
و فضلت مالي مواصلة التعامل مع المدرسة الفرنسية . فبعد إنسحاب الان جيريس الذي قاد المنتخب للمربع الذهبي في العام 2012 كلف الاتحاد مواطنه كارتيرون باتريس الذي يجهل واقع البطولة ، أما منتخب النيجر و في ثاني مشاركة له و على عكس الأولى بقيادة ثنائي محلي أجنبي ، اختار هذه المرة الاستنجاد بالمدرب الألماني روهر جارنوت الذي كان حاضراً في البطولة الماضية مع منتخب الغابون و قاده للدور الثاني .
و يبقى الأسم الأشهر ليس في المجموعة الثانية فحسب بل في البطولة ككل هو مدرب منتخب الكونغو الديموقراطية الفرنسي كلود لوروا الخبير في كأس افريقيا بما أنه سبق له أن شارك مرات عديدة إذ تعود أول مشاركة له لدورة مصر عام 1986 عندما قاد الكاميرون لمركز الوصافة قبل أن يقوده للبطولة في الدورة التاليه بالمغرب 1988 و اخر مرة حضر البطولة كانت في غانا 2008 عندما كان مدربا لزملاء مايكل ايسيان و خرجوا من دور الاربعة و اليوم يحضر بتجاربه المتراكمة على أمل ربط الحاضر بماضيه الثري لاستعادة مجده و مجد منتخب الكونغو الديموقراطية .
المجموعة الثالثة متوازنة
و في المجموعة الثالثة نجد توازناً فنيجيريا و اثيوبيا يقودهما أحد ابنائهما بينما يشرف على زامبيا و بوركينافاسو مدربان اجنبيان ، فحامل اللقب منتخب الرصاصات النحاسية عمل المستحيل للحفاظ بمدربه الفرنسي هيرفي رنار رغم العروض التي توصل بها بعدما حقق إنجازه التاريخي في الدورة الأخيرة و يحضر المسابقة للمرة الثالثة على التوالي كمدرب رئيسي بعدما كانت الأولى عام 2008 كمساعد لمواطنه لوروا مع غانا.و يقود منتخب بوركينافاسو البلجيكي بول بوت للمرة الأولى في مسيرته التدريبية خلفا للبرتغالي باولو دوارتي.
و على غرار المغرب فضلت نيجيريا تغيير سياستها بالاعتماد على مدرب محلي خاصة من جيلها الذهبي الذي منحها توهجا قارياً و عالمياً ، لذلك تعاقد الاتحاد مع قائد و مدافع النسور الخضر ستيفان كيشي الذي عايش هذه المنافسة و يعرفها اتم المعرفة سواء كلاعب ، أو كمدرب حيث قاد منتخب التوغو للنهائيات في أولى تجاربه مع المنتخبات. أما المنتخب الاثيوبي العائد فيبدو أنه يراهن على كل ما هو محلي سواء من اللاعبين أو المدرب بيشاو ساونت المتواضع و المجهول على الساحة الأفريقية.
غياب المدرسة البرازيلية
و لأسباب تاريخية و أخرى فنية تفرض المدرسة الفرنسية نفسها بقوة على الخريطة التقنية لهذه النهائيات بوجود خمسة فنيين في حين تغيب المدرسة البرازيلية التي لا تلقى ترحيباً كبيراً في أفريقيا ، و من ضمن 14 مدربا أجنبيا نجد منهم أربعة فرنسيين و البقية من مدارس مختلفة .
و راهنت منتخبات هذه المجموعة على المدرب الوطني بوجود ثلاثي محلي مقابل أجنبي واحد ، فمنتخب البافانا بافانا و بعدما قاده المدربون الأجانب في السنوات الأخيرة إلى الإفلاس ، قرر اسناد المهمه إلى ابن الدار اجيسوند غوردون .