ينهي المنتخب اليمني معسكره الخارجي في الدوحة اليوم، حيث تتوجه بعثته إلى العاصمة البحرينية المنامة، استعداداً لخوض منافسات خليجي 21، التي تنطلق في الخامس من يناير الحالي، ويلعب المنتخب اليمني ضمن المجموعة الثانية، مجموعة التاريخ العريق والألقاب الخليجية والعربية والآسيوية، إلى جانب العراق والكويت والسعودية، وهي مفارقة عجيبة في هذه المجموعة التي تتفوق فرقها في كل عناصرها عن الكرة اليمنية.
فيما ستكون أولى المواجهات في السادس من يناير مع الكويت، وهي المباراة التي يرى فيها الجهاز الفني مفتاحاً لتحقيق المفاجأة التي وعد بها. وكان الجهاز الفني أعلن عن استبعاد ثلاثة لاعبين، هم صلاح الزريقي ومعتز قائد وأسامة عنبر من معسكر الدوحة، الذي شهد إجراء مباراتين للمنتخب أمام نظيره الإماراتي يومي الخامس والتاسع والعشرين من ديسمبر المنصرم، خسر أولاهما بهدفين دون رد، والثانية بهدف لثلاثة أهداف، مع تجريب عدد أكبر من اللاعبين، بما فيهم المحترفين الثلاثة أيمن الهاجري الذي تعرض لإصابة طفيفة في المباراة الثانية، وكذلك علاء الصاصي وأحمد الصادق، اللذين قدما متأخرين قبل المباراة الثانية دون خوض أي تدريب مع المنتخب، ومع ذلك اشترك الصاصي لعشرين دقيقة، والصادق لعشر دقائق، كانت كفيلة للإبقاء عليهما في القائمة النهائية.
طموح محدود
ما زال طموح اليمن في المشاركة بدورات كأس الخليج الكروية العريقة محدوداً جداً، ونحن على أبواب الدورة الحادية والعشرين التي تستضيفها العاصمة البحرينية المنامة.
وفي وقت أعلنت فيه كل المنتخبات الخليجية والعراق جاهزيتها للمنافسة على اللقب، وكذلك أطلق النقاد والمتابعون والمحللون أراءهم وترشيحاتهم بتنافس قوي بين كل المنتخبات باستثناء اليمن، يواصل المنتخب اليمني وجمهوره وإعلامه العزف على مجرد الحضور الشرفي، وتسجيل مفاجأة عابرة في البحرين.
وكان أكثر المتفائلين المدرب البلجيكي توم ساينت فيت، الذي ملأ الدنيا ضجيجاً بأنه قادم إلى خليجي 21 بالمنتخب اليمني للخروج على المألوف، في ظروف تمر بها الكرة اليمنية، هي أسوا وأصعب ظروف مرت بها، نتيجة الأحداث التراكمية التي أعقب خليجي 20 والأحداث السياسية التي عصفت بالبلد، وجعلت إقامة منافسات الدوري اليمني أمر متعذر جداً، إضافة إلى الحظر الذي فرضه الفيفا على ملاعب الكرة اليمنية باستضافة المباريات الدولية للمنتخبات والأندية خلال عامي 2011 و2012 م، ويبدو أن هذا الحظر ما زال مستمراً، ناهيك عن الصعوبات المالية الكبيرة التي تعرض لها اتحاد الكرة والأندية، الأمر الذي أعجز الجميع عن إطلاق الموسم الكروي الجديد.
صراع الاتحاد والوزارة
وفوق هذا كله، زادت المشاكل الداخلية مع الخلافات التي ظهرت بين وزارة الشباب والرياضة واتحاد كرة القدم، ودخول الأندية في لعبة الشد والجذب وتجييش الجيوش الإعلامية التي لا ترحم، وكل طرف يعاند الآخر بصورة فرضت حصاراً كلياً على أي طموح أو تفوق محتمل للكرة اليمنية، وتعذر مع كل هذا انطلاق الموسم الكروي الجديد، عندما رفضت الأندية المشاركة بالبطولة إلا بعد تلبية مطالبها برفع نسبة الدعم الحكومي، الأمر الذي خلط أوراق اتحاد الكرة وبرامجه.
العيسي يبدي تفاؤلاً حذراً
رئيس الاتحاد الشيخ أحمد العيسي، وهو يتحدث للبيان حول حظوظ المنتخب في خليجي 21، بدا أكثر تفاؤلاً مع بعض الحذر، وهو يرى أن عدم وجود الضغط الجماهيري الكبير الذي تعرض له منتخب اليمن في خليجي 20 سنة 2010 م، قد يكون له تأثير إيجابي في تحرير اللاعبين، وإطلاق نفسياتهم، واللعب بكل ثقة، والالتزام بالنهج التكتيكي للمدرب الدفاعي توم.