ناقشت ندوة الاعلام الرياضي "الواقع والطموح" التي نظمها برنامج الرعاية الرياضية برعاية مجلس أبوظبي الرياضي واقيمت صباح أمس في فندق ركو فورتي بالعاصمة أبوظبي، أهم قضايا الساعة التي تشغل فكر العاملين في المجال الإعلامي سواء المقروء أو المرئي أو المسموع، وبحثت أهم السلبيات والصعوبات التي تواجه الإعلاميين وكيفية علاجها وتلافيها لتطوير العمل مستقبلاً، وتطرقت إلى أسباب إبتعاد الكادر الوطني إلى حد ما عن العمل في المجالات الإعلامية الرياضية المختلفة.
وحضر الندوة محمد خلفان الرميثي عضو مجلس ابوظبي الرياضي وعارف العواني مدير برنامج الرعاية الرياضية ويوسف عبد الله الأمين العام لإتحاد كرة القدم وعدد من المسؤولين في الاعلام الرياضي والعاملين في قطاع الاعلام الرياضي وعدد من لاعبي الأندية، وفي ختام أعمال الندوة قام عارف العواني مدير برنامج الرعاية الرياضية بتقديم الشهادات والدروع التذكارية للمحاضرين.
محاضرات متنوعة
وشهدت الندوة التطرق إلى العديد من الموضوعات المهمة الخاصة بالعمل الإعلامي، تحدث فيها كل من سامي الريامي رئيس تحرير جريدة الإمارات اليوم، ومحمد الجوكر نائب رئيس تحرير جريدة البيان، ومحمد عيسى نائب مدير تحرير جريدة الاتحاد.
وثاني برقاد رئيس نادى دبي للمعاقين ومحمد جاسم، عن الصعوبات التي تواجه الاعلام الرياضي وأسباب ابتعاد الكادر الوطني عنه، كما ألقى الاعلامي لطفي الزغبي مذيع ومقدم برنامج وأخبار قناة العربية، محاضرة عنوانها "الاعلام الرياضي وهوية اللغة العربية" وكانت هناك محاضرة أخرى بعنوان "إتيكيت الإعلاميين والرياضيين"، تحدث عنها محمد المرزوقي خبير الاتيكيت، وأدار محاور الندوة الزميل الاعلامي عبد الله إسماعيل.
هوية اللغة العربية
وكانت الندوة قد بدأت بجلسة الاعلام الرياضي وهوية اللغة العربية التي ألقاها الاعلامي لطفي الزغبي، والذي أكد على ضرورة ان يكون الاعلاميون ملمين باللغة العربية بصورة صحيحة وخاصة المعلق الرياضي والناقد الرياضي ومقدم البرامج، وضرورة أن يتحدث كل منهم باللغة العربية العامة وليس باللكنة المحلية لكل بلد، وأن يطوع اللغة العربية المبسطة عند تقديمه أو تعليقه الرياضي، كما أكد على ضرورة الاجتهاد والتطوير للوصول الى ارقى المستويات، وأن يكون حريصا على مد المتلقي بالمعلومات المهمة المتعلقة بالنشاط الذي يقوم بالتعليق عليه في جميع الألعاب.
الجلسة الثانية
وفي الجلسة الثانية المتعلقة بالصعوبات التي تواجه الإعلام الرياضي في تغطية الأحداث وسبب ابتعاد الكادر الوطني عنه ، وبدأ الحديث الزميل محمد الجوكر موجها الشكر الى مجلس أبوظبي الرياضي ومشيداً بما قدمه المجلس في المرحلة السابقة بتوجيهات سمو الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان ومتمنيا التوفيق للمجلس بتشكيله الجديد برئاسة سمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان .
بعد ذلك استعرض مسيرة الاعلام الرياضي منذ بدايته مؤكدا أن الطفرة الحقيقية للإعلام الرياضي الإماراتي بدأت عام 1982 تزامنا مع بطولة الخليج السادسة في العاصمة ابوظبي والتي تم فيها تنظيم أول دورة للإعلام الرياضي برئاسة عبد الله النويس وكيل وزارة الاعلام في ذلك الوقت والتي حاضر فيها احمد ابو حسين والشيخ عيسي بن راشد آل خليفة ، وأكد أن تلك الدورة كانت البداية الحقيقية لانطلاق الاعلام الرياضي وتطوره، الى أن وصل الى ما وصل إليه اليوم.
وتحدث الزميل محمد عيسى وأكد أن العمل الاعلامي عامة والرياضي بشكل خاص ينطلق من الابداع، وضرورة أن يكون الصحفي مبدع ومميز، وأشار إلى أن جريدة الاتحاد كانت السباقة لجذب الشباب المواطنين لممارسة الصحافة الرياضية.
تعدد الأنشطة
ومن جانبه أكد ثاني جمعة بالرقاد أن تعدد الأنشطة الرياضية في الإمارات من حيث نوعية الرياضات وجغرافيتها يشكل عائقا في التغطية لكل تلك الأحداث وبالرغم من ذلك يحاول الاعلام الرياضي بذل جهد مضاعف لمواكبة تلك الأنشطة، واستعرض السلبيات التي تواجه الاعلام الرياضي وكيفية تلافيها وطالب بضرورة الإكثار من الندوات والدورات لتطوير الإعلاميين المواطنين والسعي لجذبهم للعمل الاعلامي ، وطالب المؤسسات الصحفية بترغيب المواطنين وتشجيعهم للعمل في مجال الاعلام الرياضي.
المعلومة والنقد
واستعرض سامي الريامي الصعوبات التي تواجه الاعلام الرياضي وخاصة في حالة توجيه النقد الى الأندية وكذلك صعوبة الحصول على المعلومات الدقيقة وعدم الشفافية في تعامل الاندية مع الاعلاميين، واختتم محمد جاسم مستعرضا واقع الصحافة الرياضية ومؤكدا أن الواقع مرير من خلال الافتقاد للعنصر المواطن في مجال الاعلام الرياضي ودلل على ذلك بوجود 4 اعلاميين مواطنين من بين 80 اعلاميا في المؤسسات الاعلامية ، وطالب المجلس الوطني للإعلام أن يذلل الصعوبات لجذب المواطنين للعمل في هذا المجال،.
وحول هذا الموضوع كان الاجماع على أن السبب في ذلك هو العائد المادي وعدم الرغبة من المواطنين العمل في هذا المجال لهذا السبب. وكانت الجلسة الأخيرة خاصة بإتيكيت الإعلاميين والرياضيين حيث استعرض محمد المرزوقي طريقة لبس الإعلاميين والرياضيين في وسائل الاعلام وفي الأماكن العامة ، وإتيكيت استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وآداب عامة مهمة في حياة الاعلاميين الرياضيين .
الرميثي: مبادرة إيجابية
أكد محمد خلفان الرميثي عضو مجلس أبوظبي الرياضي أن مثل تلك المبادرات التي يقدمها برنامج الرعاية الرياضية، تعد مبادرات جيدة وإيجابية لما لها من مردود جيد ومفيد في جميع المجالات وخاصة المجال الرياضي، وأكد أن الاعلام الرياضي يلعب دورا حيويا وإيجابيا حيث يعد الواجهة المشرفة للدولة في الخارج ،وحرص على الإشادة بالمسؤولين عن تنظيم تلك الندوة ومطالبا الاستمرارية والإكثار من تنظيم مثلها في المستقبل .