زار وزير الرياضة البريطاني هيو روبرتسون دبي بالتنسيق مع السفارة البريطانية في دبي، وبمشاركة من الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار لعرض خبرات المملكة المتحدة في إقامة الفعاليات الدولية الرياضية وتجربة تنظيم ثلاث ألعاب أولمبية كانت آخرها ألعاب لندن 2012، وبعد مخاطبته ندوة السفارة البريطانية التي عقدت طوال يوم أمس الأربعاء بفندق ميدان بند الشبا دار معه الحوار التالي:
أخبرنا عن الغرض من هذه الزيارة؟
كنت حريصاً منذ فترة على زيارة دولة الإمارات بعد أن تلمست الإحساس الكبير حول مدى أهمية هذه المنطقة، لذلك قررت زيارة المنطقة لمدة ثلاثة أيام، والحقيقة لم أتمكن من إكمال الزيارة قبل هذا التاريخ نسبة لردود الأفعال المتسارعة حول النجاح الذي حققته أولمبياد لندن، وذهبت قبل حضوري إلى هنا إلى قطر لمناقشة استضافة قطر لنهائيات كأس العالم 2022 مع وزير الرياضة هناك، وقبل حضوري سمعت الكثير عن القرية الرياضية العالمية وكذلك عن أكاديمية الكريكيت العالمية.
كذلك حضرت لأؤكد الدور الفاعل الذي قامت به سمو الأميرة هيا بنت الحسين خلال الأولمبياد بصفتها رئيسة اتحاد الفروسية العالمي ويعلم الجميع أن منافسة الفروسية كانت واحدة من أكبر نجاحات أولمبياد لندن، ومن واجبي أن أذكر هنا التأثير الهائل الذي أضافته سمو الأميرة هيا لإنجاح أولمبياد لندن وسعيها الحثيث للدفع بمنافسة الفروسية إلى قلب الألعاب الأولمبية بجهدها الكبير الذي قامت به والذي أثبتت بعد نظرها والواقع أنها أدارت منافسة رائعة لا مثيل لها وكانت هناك شخصياً مشرفة على كل صغيرة وكبيرة وعلى أدق التفاصيل إلى أن حققت نجاحاً منقطع النظير في هذه المنافسة.
وأؤكد هنا أن سمو الأميرة هيا أشرفت شخصياً على قيادة تظاهرة دولية للتأكيد على أهمية الفروسية ونحن لا نشك لحظة واحدة في مدى التأثير الهائل لسمو الأميرة هيا على أولمبياد لندن وحرصها على وضع منشآت منافسة الفروسية في وسط دائرة أولمبياد وبعد أن تحقق لها ذلك اتضح أنه كان أحد القرارات المهمة في تشكيل خريطة القرية الأولمبية والألعاب بأكملها.
حظوظ دبي
من واقع المعلومات التي توفرت لديكم كيف ترون حظوظ دبي في استضافة أولمبياد 2024؟
بالتأكيد وكثيراً ما أكدنا على عدم جدوى تمركز تنظيم الألعاب الأولمبية وغيرها من المناسبات الرياضية الكبرى على القارة الأوروبية والأميركية واستراليا. وأضيف كذلك أن هذه المنطقة تتمتع بالشروط اللازمة لتنظيم البطولات الرياضية الكبرى بما لديها من إمكانات اقتصادية ومادية .
وكذلك معدل التسارع الذي تشهده مؤسساتها الرياضية مما جعلها تتبوأ مكانها بين دول العالم العظمى من حيث المقدرة على تنظيم البطولات والاستحقاقات الرياضية بنجاح وما شهدته في خلال زيارتي لقطر يؤكد جهوزية المنطقة لاستضافة مثل هذه الاستحقاقات وبنجاح يوازي نجاح الدول الكبرى.
بعد الخبرات الهائلة التي تراكمت لديكم بعد استضافتكم ثلاث ألعاب أولمبية كيف يسير التنسيق بينكم والإمارات وما هو مستوى التعاون لنقل خبراتكم لدعم ملف استضافة الإمارات لاكسبو 2020 وألعاب 2024 الأولمبية؟
نحن على استعداد تام لتقديم كافة خبراتنا المكتسبة للرياضة الإماراتية وأود أن أؤكد هنا أننا لا نسعى لإخبار الإماراتيين كيف يقومون بالعملية بل يتلخص التعاون والتنسيق بيننا في تقديم كامل تجربتنا السابقة للإماراتيين ليأخذوا منها ما يحتاجونه لإنجاح ملفهم لاستضافة الحدثين الرياضيين الكبيرين إكسبو 2020 وأولمبياد 2024 .
وأضيف هنا درساً تعلمناه جميعاً من أولمبياد لندن وهو أننا لم نكن ننظر إلى مضارعة أولمبياد بكين 2008 بل خططنا لتنظيم الألعاب على الطريقة اللندنية. وقبل فترة قمت بزيارة مدينة ريد مستضيفة أولمبياد 2016 وواجهني سؤال كيف نستطيع منافسة أولمبياد لندن 2012. وكانت الإجابة التي قدمتها لهم أنه لا يجب عليهم محاولة عقد منافسة مع أولمبياد لندن وعلى مدينتهم تنظيم الأولمبياد على أسلوب وروح مدينة ريو دي جانيرو. وهنا أكرر نفس الإجابة للإماراتيين حول استضافتهم لإكسبو 2020 بالروح الإماراتية دون محاولة تقليد أو منافسة أحد.
نصيحة
وما هي النصيحة التي تقدمها للإمارات؟
أهم نصيحة أستطيع تقديمها للإمارات هو أن تكون لديهم رؤية محددة وواضحة حول كيفية تنظيم إكسبو أو الأولمبياد وحول لماذا يجب أن تأتي هذه التظاهرة الرياضية إلى دولة الإمارات، وأهم هدف يجب أن يضعه الإخوة في الإمارات هو أن يكون تنظيم هذه الألعاب حافزاً لإلهام الأجيال القادمة.
في رأيك.. هل الإمارات جاهزة لتنظيم مثل هذا الحدث الرياضي الهائل بنجاح؟
نعم، الإمارات جاهزة تماماً لاستضافة وتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى كالأولمبياد، ومن واقع ما شاهدته صباح اليوم من منشآت القرية الرياضية العالمية وأكاديمية الكريكيت العالمية على سبيل المثال، يؤكد ما قلته، فهي منشآت على قدر كبير من الكمال والاحترافية، وأنا واثق أن الإمارات تملك المقدرات المالية والمعرفة المطلوبة لإنجاح مثل هذه الاستحقاقات الرياضية، وبالنسبة لي لا يوجد أي سبب يمنع هذا الجزء من العالم من استضافة الأحداث الرياضية الكبرى.
هل المقدرة المالية وحدها كافية لاستضافة هذه الأحداث؟
ليست كافية لوحدها، لكنها جزء مهم من المعادلة، والواقع هناك دائماً وقت منذ لحظة الفوز باستضافة الحدث وبين تنفيذه على أرض الواقع، وهنا تمكن العقدة والحاجة للمعرفة والاحترافية وجميع ذلك متوفر بالإمارات.
ندوة في السفارة البريطانية
عرضت السفارة البريطانية في دبي، وبمشاركة من الهيئة البريطانية للتجارة والاستثمار، خبرات المملكة المتحدة في إقامة فعاليات دولية، وذلك من خلال ندوة أقيمت طوال يوم الأربعاء 12 ديسمبر في فندق الميدان في دبي. وقد أتيحت الفرصة لكل من المتحدثين، والذين حققوا نجاحات في دورة أولمبياد لندن التي جرت في الصيف، لأن يتحدثوا بأنفسهم عن تجاربهم في التخطيط لفعاليات دولية، ثم تنفيذ الخطط وإقامة الفعاليات.
وقد جمعت الندوة خبراء من مجالات الهندسة المعمارية والسياحة والأمن والرعاية الصحية والتخطيط لفعاليات خالدة، وغطت كل وجه من أوجه التخطيط الفعال لفعاليات عالمية. وقال القنصل العام البريطاني في دبي إدوارد هوبارت: «إن ما تبين بكل وضوح من دورة الأولمبياد، وما اتضح أيضاً من هذه الندوة، هو أن لدى المملكة المتحدة فيضاً من الخبرات في المجالات اللازمة لإقامة فعاليات دولية، فمن الهندسة المتقدمة وحتى الصناعات المبكرة، ومن الدفاع والأمن وحتى الخدمات المالية، إننا رائدون عالمياً في إقامة الفعاليات».