استعرض البروفيسور السويسري جيري ديفوراك رئيس مركز الأبحاث الطبية والمستشار الخاص للجنة الطب الرياضي بالاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" جهود الاتحاد الدولي ومركز الأبحاث الطبية بالفيفا، في الحد من إصابات اللاعبين حول العالم من خلال إطلاق برنامج "الفيفا 11"، وأكد أن البرنامج حقق نجاحات كبيرة ويتم تطبيقه مع المدربين في العديد من الدول المتقدمة وكبرى الفرق العالمية، إلى جانب التأكيد على أهمية كرة القدم باعتبارها نشاطا بارزا في مجال رفع اللياقة البدنية والحفاظ على الصحة.
وكشف ديفوراك أن برنامج "الفيفا 11"، يقوم على 11 خطوة علمية وعملية مشتركة بين الجهاز الطبي والمدربين على وجه التحديد، حيث يقوم هذا البرنامج بإعداد المدربين وتوجيههم نحو الخطوات المثالية للإعداد البدني لتوفير الوقاية اللازمة من الإصابات.
وأشار إلى أن هذا البرنامج الذي أطلقه الفيفا بالتعاون مع الاتحاد السويسري لكرة القدم وشركة تأمين سويسرية حقق نجاحات لافتة، حيث انخفضت نسبة الإصابات بواسطته بمقدار 29 % خلال اللعب و37 % خلال التدريبات، مما وفر الكثير من الأموال على الأندية والمنتخبات، حيث يتم تطبيقه في العديد من البلدان حول العالم، مثل: ألمانيا، البرازيل، إيطاليا، إسبانيا واليابان، ومن المقرر أن تنضم دولة الإمارات إليها أيضا.
جاء ذلك في الندوة الطبية المتخصصة للأندية الرياضية بدبي التي أقيمت ظهر أمس بفندق البستان روتانا تحت شعار "منظومة التميز للفيفا في الطب الرياضي ودورها في تطوير الرياضة وكرة القدم"، بتنظيم مجلس دبي الرياضي، وحضر الندوة د.رمضان إبراهيم رئيس لجنة الطب الرياضي بدبي، أحمد الهاشمي رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة المنشطات، يوسف عبدالله أمين عام اتحاد الكرة، وعلي عمر مدير إدارة المؤسسات الرياضية بمجلس دبي الرياضي، وشهدت مشاركة واسعة لمدربي الأندية والعاملين في المؤسسات الرياضية.
الموت المفاجئ
وسلط ديفوراك الضوء على حالات الموت المفاجئ للاعبين والتي تتراوح احتمالية حدوثها 1 من كل 200 ألف لاعب، مما جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" يلزم جميع اللاعبين المشاركين في بطولاته بالخضوع لفحوصات الكشف الطبي الوقائية للتأكد من السلامة البدنية والصحية قبل خوض المنافسات، كما تطرق إلى جانب تعاطي المنشطات ومدى خطورتها على اللاعبين صحيا على المديين القريب والبعيد.
توصية للحكام
واستعرض ديفوراك جهود الفيفا في الحد من إصابات اللاعبين من خلال توصية الحكام بتشديد العقوبة على مرتكبي التدخلات العنيفة خلال المباريات، مما ساهم بحسب الإحصائيات في تدني نسبة اللاعبين المصابين بسبب التدخلات من 2.7 إصابة للمباراة الواحدة في نهائيات كأس العالم عام 2002 إلى 2.3 في كأس العالم 2006 ثم 2 عام 2010، لكن الفيفا انتبه إلى أن نسبة اللاعبين الذين يتعرضون للإصابة دون تدخل بقيت ثابتة كما هي، مما يعني أن هنالك خطوة مفقودة على صعيد الوقاية من الإصابات التي تكبد الأندية والمنتخبات خسائر فنية ومادية، وبحسبة بسيطة يوجد 300 مليون لاعب مسجل حول العالم، وفي حال تعرض كل لاعب لإصابتين في العام الواحد، يعني حدوث 600 مليون إصابة سنويا، ويتطلب علاج هذه الإصابات مبالغ طائلة جدا.
وكشف ديفوراك أن كرة القدم هي أفضل رياضة للحفاظ على اللياقة البدنية، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن ممارسة كرة القدم لمدة 45 دقيقة بمعدل 2 - 3 مرات أسبوعيا كفيلة برفع اللياقة أكثر من ممارسة نشاطات أخرى مثل الجري وغيرها.
ونصح ديفوراك اللاعبين بالإحماء بشكل جيد قبل المباريات والتدريبات، حيث ضرب بالنجم التشيكي بافيل نيدفيد أفضل لاعب في أوروبا 2003، مثلاً على اللاعب المثالي في القيام بهذه الخطوة منذ أن كان في سن 12 عاما، مما جعله يتعرض لإصابة واحدة فقط طوال مسيرته وكانت نتيجة التحام مع الخصم.
مفيد
ميسي ورونالدو سفيرا البرنامج
يعد الأرجنتيني ليونيل ميسي، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والإسباني كارليس بويول، والكولومبي راديمال فالكاو من أبرز سفراء برنامج "الفيفا 11" وقدم ديفوراك خلال الندوة فيلما قصيرا حول أبرز الأندية التي تقوم بتطبيق البرنامج، مثل: برشلونة الإسباني، ليون الفرنسي، فلامينغو البرازيلي، وتضمن الفيلم تصريحا للنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي أكد خلاله ثقته الكبيرة بالجهازين الطبي والفني بنادي برشلونة، وأنه قادر على تأهيله بدنيا وصحيا على أكمل وجه للوقاية وتجنب الإصابات الخطيرة.