كان اليوم الثاني والأخير من قمة المدن المستضيفة فرصة لإجراء حوارات غنية ومهمة حول الإرث الذي تتركه الألعاب الأولمبية في المدن المستضيفة وما تقدمه لها، كما شهد أيضاً نقاشات حول الجوانب الإيجابية والسلبية لاستضافة المدن الأولمبية، لتتمكن المدن التي ترغب في استضافة إحدى الفعاليات الكبرى في تجنب هذه الآثار السلبية وتحقيق أقصى فائدة ممكنة.
وأقيمت القمة تحت رعاية سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، رئيس مجلس دبي الرياضي، وبتقدمة من طيران الإمارات، على مدار يومين (الثلاثاء والربعاء) في ميدان. وتشكل القمة فرصة غاية في الأهمية لطرح الأفكار وتقديم التفاصيل اللازمة بحضور قادة الرياضة وأصحاب الخبرات القادمين من مختلف أنحاء العالم.
وتفاعلت اللجنة الأولمبية الوطنية مع الحدث حيث شاركت في مؤتمر استضافة المدن للألعاب الأولمبية وكبريات الأحداث الرياضية الذي انطلق أول من أمس في فندق ميدان في دبي، والذي تنظمه طيران الإمارات، وتناول العديد من الموضوعات، تأتي في مقدمتها الاستضافة للأحداث الرياضية ومعايير هذه الاستضافة.
وقتحدث يوسف يعقوب السركال النائب الأول لرئيس اللجنة الأولمبية الوطنية في الجلسة الافتتاحية، حيث تناولت ورقة العمل التي قدمها حولالإمارات وما تملكه من بنية تحتية رياضية مميزة ومقومات تمنحها أسبقية الفوز باحتضان كبريات الأحداث مهما كان حجمها، هذا علاوة على الموقع المتميز لدولة الإمارات وارتباطها بكافة قارات العالم، وهي نقطة محورية تمثل أهمية بالغة عند اختيار المدن.
الاتصال بالعالم الخارجي
وأضاف السركال أن سهولة الاتصال بالعالم الخارجي وسهولة التنقل من وإلى دولة الإمارات يرجح كفة ملفنا عند التقدم لاحتضان أي حدث رياضي مهم.
وأكد خلال حديثه في مؤتمر صناعة المدن المستضيفة للأحداث الرياضية أن هناك معايير واضحة لترجيح ملف عن آخر عند اختيار المدن التي تستضيف الأولمبياد أو كبريات الدورات والأحداث الرياضية، وأن تجربته الشخصية في لجنة تقييم الدول أو المدن المستضيفة لكأس العالم من خلال الفريق المكلف من قبل الفيفا فندت أمامه النقاط والمعايير التي يمكن أن تستند إليها اللجنة وتعول عليه الدول في تحقيق غاياتها في تحقيق الفوز لملفها واحتضان كبريات الأحداث، وبمقارنة ما تمتلكه دولة الإمارات العربية المتحدة من بنية تحتية وتسهيلات وموقع واتصالات ومواصلات أجزم وبكل ثقة بأن ملفنا سيكون قويا ومميزا ويفي بالشروط والمعايير.
كما تناول السركال في ورقة اللجنة الأولمبية الوطنية مسألة استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، مشيرا إلى أن هذه الاستضافات تعد من السلع التجارية ويتم التسويق لها وهي تسهم في تطوير اقتصاد الكثير من الدول لما يعود عليها من تحديث وتطوير في مختلف القطاعات وخاصة فتح آفاق التواصل مع الغير وفتح المجال لدخول أفكار جديدة تعزز من الارتقاء بهذا الجانب الذي أصبح في عالمنا اليوم صناعة مهمة في اقتصاديات الدول .
ندوة حوارية
وقد استهل اليوم الثاني من القمة فعالياته بندوة حوارية جمعت كل من دورا باكويانيس عمدة أثينا السابقة، وكريس فوي مدير قسم العمليات في الخارج لشركة "فيزيت بريتين"، ووولفغانغ ماينيغ بروفسور الاقتصاد من جامعة هامبورغ.
وبدأ البروفسور ماينيغ حديثه بالتحذير من أن فكرة الإرث الإيجابي التي ترافق استضافة الألعاب الأولمبية ليست صحيحة تماماً: "عليك أن تضع مخططاً واستراتيجية لإرث الألعاب الأولمبية، تماماً كما تعمل على التخطيط لتنظيم الألعاب نفسها".
وأكد ماينيغ أن المدن المستضيفة تعاني عادة من انخفاض عدد الزائرين وتشهد زيادة في نسبة الأشخاص الذين يغادرون الدولة المستضيفة خلال فترة تنظيم الألعاب الأولمبية. ولكن العوامل الإيجابية تشمل ظهور الأبنية والمرافق الفخمة، وافتخار مواطني الدولة بهذا الإنجاز، وتعريف المدينة المستضيفة لمختلف أنحاء العالم.
تأثير الاستضافة
وفي تعليق حول تأثير الألعاب الأولمبية خلال دورة لندن 2012، تحدث كريس فوي بقوله: علمنا تماماً أن الفائدة التي سيجنيها قطاع السياحة ستتحقق على المدى الطويل بعد انتهاء الألعاب الأولمبية، وقد أردنا أن نلهم الناس بما رأوه ليزوروا بريطانيا في الأعوام التالية، وليس خلال فترة الألعاب الأولمبية فقط.
وبدورها قالت باكويانيس إنها غير نادمة على الدور الذي قامت به لاستضافة الألعاب الأولمبية في أثينا عام 2004 رغم ما تعانيه الدولة من ظروف اقتصادية صعبة: لو كان الأمر بيدي لتقدمت بطلب الترشح مرة أخرى. لقد كانت أوقاتاً رائعة استعرضنا خلالها تاريخ اليونان وثقافتها أمام العالم بأسره.
دبي والدوحة وحقوق التنظيم
كان عدد من أبرز المتحدثين قد انضموا للندوات الحوارية في اليوم الثاني من القمة، وكان النقاش مثمراً، حيث حضرت شخصيات بارزة من أولمبيادي لندن وأثينا بالإضافة إلى بروفسور في الاقتصاد.
وأجرى المتحاورون نقاشاً حول الإرث الاجتماعي والاقتصادي والرياضي في المدينة المستضيفة لأكبر الفعاليات الرياضية في العالم، وشكلت الندوة الحوارية فرصة مهمة لتقديم الكثير من المعلومات الغنية، خاصة مع ظهور اسمي مدينتي دبي والدوحة بين أسماء المدن التي تسعى للحصول على حقوق تنظيم الألعاب الأولمبية في المستقبل.